ناقشت منصة "TFIglobal" الهندية (7 سبتمبر 2022)، العقيدة الروسية الجديدة للسياسة الخارجية، التي وقع عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الخامس من سبتمبر الجاري، وتقوم على الترويج لمفهوم العالم الروسي، والدفاع عن تقاليده ومبادئه وتقويتها وفقاً لسياستها الإنسانية المكونة من 31 صفحة، والتي يمكن القول معها إن تبني روسيا لسياسة خارجية جديدة، قائمة على تعاون ضئيل مع الغرب، يؤكد ظهور نظام عالمي جديد.
رأت المنصة
الهندية في تقريرها أن النظام العالمي الذي تغير بشكل كبير بعد الحرب العالمية
الثانية، وأدى إلى صعود القوى الغربية هو الآن أمام تحول جديد مهدت لصعوده الحرب
في أوكرانيا.
أضاف التقرير، أن
روسيا من خلال عقيدة السياسة الخارجية هذه تطلق النظام العالمي الجديد، وبحسب ما
ورد، تدعو العقيدة لـتقديم الدعم لمواطنيها الذين يعيشون في الخارج لنيل
حقوقهم وضمان حماية مصالحهم والحفاظ على هويتهم الثقافية الروسية، وقالت إن علاقات
روسيا مع مواطنيها في الخارج تسمح لها بتعزيز صورتها على المسرح الدولي كدولة
ديمقراطية تسعى جاهدة لخلق عالم متعدد الأقطاب، ودعت لتعزيز العلاقات مع أبخازيا
وأوسيتيا، وهما منطقتان جورجيتان اعترف باستقلالهما من قبل موسكو بعد حربها ضد
جورجيا في عام 2008، بالإضافة إلى جمهورية دونيتسك الشعبية ولوغانسك. الجمهورية
الشعبية، في شرق أوكرانيا حيث لا يزال القتال مستعراً.
وتؤكد العقيدة على
ترسيخ روابطها مع الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وإفريقيا والدول السلافية والصين
والهند، وفي قراءة الجغرافيا السياسية لجميع هذه المناطق التي تركز روسيا على
تعزيز الروابط معها، فإنها هي نفس المناطق التي حافظت على حيادها أو ركزت على
تعزيز العلاقات مع روسيا.
ولفت التقرير إلى أن دولاً أخرى كانت من بين أشد المعارضين
لإملاءات الغرب لقطع العلاقات مع روسيا في السنوات الأخيرة، وقدمت الهند على وجه
التحديد مساهمة كبيرة في استعادة قوة الروبل بعد سلسلة العقوبات. وتابع تقرير المنصة الهندية بالقول إن أعضاء أوبك + من الشرق
الأوسط بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، صرحوا علناً
عن رغبتهم في الحفاظ على علاقاتهم مع روسيا، في حين أن علاقات روسيا والصين تشهد
تنامياً لافتاً وملحوظاً في الآونة الأخيرة.
وحول الروابط مع الدول الإفريقية والدول السلافية التي تُعرف اليوم باسم البلقان، ولها علاقات ثقافية واقتصادية متبادلة المنفعة مع روسيا قال التقرير إن دولاً مثل صربيا والجبل الأسود، دأبت على تشجيع المحاولات التجارية الروسية لتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية في المجالات الاستراتيجية الحاسمة مثل الطاقة والبنوك والعقارات.
وتسعى روسيا الآن إلى
تعزيز نفوذها في البلقان، وهذا يعني أن أهداف الاتحاد الأوروبي والناتو في خطر، لأن
موسكو تريد مواجهة التوسع الغربي من خلال تكثيف جهودها الدبلوماسية في البلقان.
وهذا الحال يتطابق مع
إفريقيا أيضاً، حيث تتطلع روسيا إلى التحرك بسرعة كبيرة لعرقلة النفوذ الغربي،
ولفت التقرير إلى أن روسيا تعمل بنشاط على ملء الفراغ الناتج عن المشاعر
المعادية للولايات المتحدة الأمريكية، فقد استخدمت روسيا علاقاتها السوفيتية
التاريخية بشكل كبير لتوسيع علاقاتها السياسية والاقتصادية، وقبل كل شيء العسكرية
مع الدول الإفريقية.
وختم التقرير بالقول إنه
لسنوات، كان العالم يسير ببساطة حول الغرب ويتبع ما تمليه عليه السياسة الأمريكية،
ولكن هذه المعادلات تتغير الآن، لقد بدأ نفوذ روسيا الآن في النمو، وتشير الاستراتيجية
الخارجية الجديدة بقوة إلى زوال الهيمنة الغربية.