الفارس الشهم 2 : استجابة الإمارات السريعة لتخفيف المعاناة عن الأشقاء في تركيا وسوريا
15-Feb-2023
مع انطلاق عملية "الفارس الشهم 2" بتوجيهات سامية من القيادة الرشيدة لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين موخرا، يسطر أبناء الإمارات ملحمة جديدة في مسيرتها الإنسانية. وقد أعلن العقيد خالد الحمادي قائد البحث والإنقاذ الاماراتي في تركيا أن جهود فريق الإمارات للبحث والإنقاذ نجحت ضمن عملية ( الفارس الشهم / 2 ) بالتعاون مع فريق الإنقاذ الفرنسي في إنقاذ شابين في كهرمان مرعش يبلغان من العمر 19 و 21 عاماً وذلك بعد مرور تسعة أيام من وجودهما تحت الأنقاض إثر الزلزال الذي ضرب كلا من تركيا وسوريا في السادس من فبراير الجاري.
وأفاد العقيد الحمادي أنه جاري مسح للمنطقة من من قبل وحدة الكلاب البوليسية (k9) للفريق البلاروسي، يليه إجراء مسح آخر للمنطقة من الفريق الإماراتي (k9) للتأكد من خلو المنطقة من وجود ناجين تحت الأنقاض، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك اشتباه بوجود أحياء. وبين العقيد الحمادي أن جهود فرق البحث والإنقاذ ساهمت في إنقاذ العديد من الأرواح خلال الأيام الماضية.
ويحرص الفريق على تطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة خلال عملية انتشال الناجين، كما يتم التعامل مع أنقاض المباني باحترافية عالية؛ ويعمل الفريق بنظام المناوبات على مدار اليوم في الفترتين الصباحية والمسائية من أجل تغطية أكبر عدد من المنازل المهدمة التي توجد فرص للعثور على ناجين أسفل أنقاضها.
يقوم فريق البحث والإنقاذ بمهامه اليومية تحت وطأة طقس شديد البرودة ودرجة حرارة تزيد عن 10 درجات تحت الصفر في أوقات كثيرة من اليوم، ورغم ذلك يحرص كل عضو في الفريق على القيام بمهام عمله على أكمل وجه وبدقة متناهية ، وإن تتطلب الأمر التواجد في موقع الانتشال لمدة تتجاوز 5 ساعات متواصلة، كما حدث خلال انتشال أفراد عائلة سورية أحياء من أسفل منزلهم في محافظة كهرمان مرعش.
وليس أصدق منه مشهد يعكس إنسانيتها الفريدة إمارات الخير والعطاء حين احتضن عضو فريق الإنقاذ الإماراتي الطفلة السورية بين يديه بينما ترتسم على محياه سعادة غامرة بددت أية معاناة وجدها وألبسته ثوب الدفء رغم برودة طقس تركيا، فاليوم قد عادت هذه الطفلة إلى أحضان عائلتها سالمة لتبدأ حياة جديدة بعد أن دونت في أول سطورها كلمة الإمارات.
وعندما تطالع بفخر كل عضو من فريق الإمارات للبحث والإنقاذ لا تتعجب عندما تجد ابنة الإمارات حاضرة جنبا إلى جنب مع إخوانها ، فهن مسؤولات الإسعاف والدعم الطبي اللاتي يراقبن عن كثب عملية البحث والإنقاذ في ميدان العملية ، ويقدمن أية مساعدة طارئة للفريق ويتضرعن إلى المولى عز وجل أن ينجزوا مهمتهم على الوجه الأكمل لتظهر ملامح الطفل السوري وأخته الصغيرة بعد أن أزاحت أيادي الإمارات من عليهما آثار الركام ، فاليوم وهبهم المولى عز وجل حياة جديدة وسخر لهم "أبناء زايد الخير" لتنقذهم من تحت الأنقاض.
وتزخر مواقع البحث والإنقاذ بالعديد من المواقف المؤلمة والمفرحة مع تواجد أعداد من أهالي الضحايا الذين سقطت منازلهم بفعل الزلزال ولديهم الأمل في خروج أفراد عائلاتهم أحياء من تحت الأنقاض.ووسط دموع وأنين ودعاء يتعامل فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مع الأهالي بأسمى صور الإنسانية ،فعلى الدوام هناك رسائل طمأنة وتأكيد بالحرص على القيام بعملية البحث والإنقاذ على الوجه الأكمل مهما بلغت التحديات، فما أجملها من فرحة ترتسم على الوجوه حين تنجح عملية الإنقاذ وتتحول الدموع إلى فرح بالعودة إلى حضن العائلة.
ويوما بعد يوم تثبت دولة الإمارات أن إنسانيتها حاضرة على الدوام تلبي نداء الواجب في شتى بقاع الأرض .. ويتصدر أبناؤها وبناتها بقلوب يملؤها الأمل والعمل الصفوف الأولى في قوافل الخير والعطاء الإنساني من أجل نجدة ملهوف وغوث محتاج وتأمين حياة أفضل للشعوب دون نظر إلى لون أو عرق أو دين.
وكانت الإمارات قد أاطلقت عملية "الفارس الشهم 2" بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و"مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" و"مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية" والهلال الأحمر الإماراتي.
وحسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، فإن المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من الإمارات لسوريا وتركيا "تأتي في إطار الاستجابة العاجلة للتخفيف من آثار الزلزال الذي تعرض له البلدان".