وسط توتر لم يهدأ بعد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الرغم من تأكيد الطرفين تمسكهما بالتهدئة، اندلعت اشتباكات وإطلاق كثيف للنار بين الجانبين في العاصمة السودانية المثلثة، فيما تم اغلاق الجسور ونشر قوات الطرفين في أماكن مختلفة.
القوات المسلحة السودانية قالت أن قوات الدعم السريع اصبحت قوة متمردة علي الدولة ونتعامل معها علي هذا الأساس . وأن معارك تدور حاليآ في مطار الخرطوم بعد محاولة قوات الدعم السريع تحاول السيطرة عليه، فيما اكدت قوات الدعم السريع سيطرتها على مطاري الخرطوم ومروي، والقصر الرئاسي ومقر إقامة الفريق عبد الفتاح البرهان وقد شوهدت طائرات عسكرية تنتشر على علو منخفض في سماء الخرطوم.
وكان قد سمع إطلاق النار قرب مقر للدعم السريع بمنطقة سوبا جنوب الخرطوم، مضيفين بأن قوات الجيش والأمن تكثف انتشارها في الخرطوم، وقد انتقلت الاشتباكات قرب قيادة الجيش.
وقد أوضحت قوات الدعم السريع في بيان، اليوم السبت، أنها "تفاجأت صباحاً بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد قواتها في أرض المعسكرات سوبا، وتضرب حصارًا، ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة".
كما لفتت إلى أنها "تواصلت مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة بمالك عقار ومني اركو مناوي وجبريل ابراهيم وأطلعتهم على هذا الاعتداء الغاشم"، وفق وصفها.
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لوكالة فرانس برس "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان". وأضافت أن "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد".
وقد دعت السفارتان الأميركية والروسية، السبت، قادة الجيش وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال في الخرطوم وغيرها من البلاد، والذي ينذر بانزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية.
وكتب السفير الأميركي لدى السودان، جون غودفري، على حسابه بموقع "تويتر": "لقد وصلت إلى الخرطوم في وقت متأخر من الليلة الماضية، واستيقظت على أصوات الرصاص والقتال المقلقين".
وأضاف: "أنا حاليا مع طاقم السفارة احتمي في مكان، كما يفعل السودانيون في الخرطوم وغيرها". وقال إن تصعيد التوترات بين المكون العسكري إلى حد القتال المباشر خطير للغاية. ودعا كبار القادة العسكريين إلى وقف القتال.
وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 اكتوبر 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر الى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.
وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر ب"منعطف خطير" بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية. وياتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.
فمطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند اساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط اساسي لعودة المساعدات الدولية الى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.
كانت قوات الدعم السريع شكلت في 2013 وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها البشير بقمع التمرد في اقليم دارفور.