
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش
السوداني عبد الفتاح البرهان عن قلقه إزاء "تصعيد" النزاع في السودان،
وذلك لدى لقاء جمعهما على هامش انعقاد الجمعية العامة في نيويورك.
والسودان من بين الملفات التي تتصدر جدول أعمال اجتماعات الجمعية
العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، إذ يهيمن تردّي الأوضاع الإنسانية وأزمة
اللاجئين على المناقشات المتّصلة بالحرب التي اندلعت في البلاد في أبريل من العام
الماضي.
وقالت جويس مسويا القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة
إن "الشعب في السودان عاش الجحيم مدى 17 شهرا، والمعاناة لا تنفك تزداد".
وحذّر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على
نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود.
وجاء في بيان للأمم المتحدة عن اللقاء بين غوتيريش والبرهان أنّ
"الأمين العام أعرب عن قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، منددا
بـ"تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميا".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في وقت سابق الأربعاء عن مساعدة جديدة
بقيمة 424 مليون دولار إلى السودانيين خلال اجتماع رفيع المستوى في الأمم
المتحدة بشأن الحرب الدامية المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة إن المساعدات تشمل 175
مليون دولار ستشتري بها واشنطن فوائض غذاء من مزارعيها لصالح النازحين في السودان
ودول الجوار، بعدما حذّر تقييم مدعوم من الأمم المتحدة من خطر مجاعة واسعة النطاق.
في كلمتها خلال الاجتماع، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة
ليندا توماس-غرينفيلد إن العالم يجب أن يكثف جهوده "بشكل كبير"، معربة
عن أسفها لتجاهل كثيرين "كارثة ذات أبعاد هائلة".
وأضافت توماس-غرينفيلد "بينما نجلس هنا اليوم يواجه أكثر من 25
مليون سوداني الجوع الحاد. وكثيرون منهم يعانون المجاعة، وبعضهم يضطر إلى أكل
أوراق الشجر والتراب لتفادي نوبات الجوع ـ ولكن ليس الموت جوعا".
وجاءت تصريحات السفيرة غداة تشديد الرئيس الأميركي جو بايدن على وجوب
أن يوقف العالم تسليح طرفي النزاع في السودان.