يتصاعد القلق العالمي في المرحلة الراهنة من احتماليات لجوء روسيا لاستخدام الاسلحة النووية في أزمتها الحالية مع أوكرانيا، وهي المخاوف التي تتأتى من مؤشرات عديدة أهمها دعوة الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف في الأول من اكتوبر الجاري موسكو لضرورة التفكير باستخدام أسلحة نووية تكتيكية منخفضة القوة بعد تحرير أوكرانيا لمنطقة لوميان.
تبع ذلك تهديد الرئيس الروسي في 21 سبتمبر الماضي أثناء إعلانه التعبئة العسكرية الجزئية في بلاد بلجوء موسكو لكافة الوسائل المتاحة لحماية مصالحها وأمنها القومي، إذ وبعد أن اتهم الرئيس الروسي الجانب الغربي بمحاولة الغرب ابتزاز بلاده نوويا، أكد قائلا ووفقا لما نقلته قناة (دويتشه فيله) الألمانية: "نود تذكير الذين يقومون بتصريحات كهذه بأن بلادنا تملك أيضا وسائل دمار مختلفة بينها وسائل أكثر تطورا من تلك التي تملكها دول حلف شمال الأطلسي"
التهديدات الروسية السابقة، يخشى ألا تكون بمثابة المناورة الاستراتيجية الروسية، بل المؤشر الفعلي والخطير على نية روسيا استخدام السلاح النووي في أوكرانيا، إذ تتصاعد المخاوف من تلك الاحتماليات في ظل الدعم الغربي المتواصل للجيش الأوكراني والمقاومة الشعبية الأوكرانية من جهة، وفي تزايد حجم تكاليف أو خسائر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل كبير، سواء على مستوى الخسائر البشرية أو الخسائر الاقتصادية المباشرة جراء تلك العملية، ناهيك عن التكاليف الباهظة على الاقتصاد الروسي جراء توالي فرض العقوبات الغربية على موسكو.
في ضوء ما سبق، يصبح التساؤل عن حجم القوة النووية الروسية من جهة، ومدى تقدمها التقني أو التكنولوجي من جهة ثانية، تساؤلا مشروعا، فمعرفة محصلة القوة النووية الروسية في المؤشرين السابقين، يعطينا صورة عامة عما إذ كانت روسيا قادرة فعليا على استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، كما أن معرفة محصلة القوة النووية الروسية على المستوى التقني والتكنولوجي العام، ومقارنتها بما لدى القوى الغربية والولايات المتحدة بشكل خاص، يمنحنا صورة عامة حول المدى الذي يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تعطيل القوة النووية الروسية من ناحية تكنولوجية، بهدف، تحويل روسيا لطرف نووي سلبي...كل مثل تلك القضايا، سنحاول التطرق لها في هذه الدراسة، من خلال نقاشنا لواقع القوة النووية الروسية كميا، ومناقشة واقع قوتها النووية من ناحية تكنولوجية، وهو ما سيكون وفقا للنحو التالي:
أولا: القوة النووية الروسية من حيث الكمية
لقياس القوة النووية لدولة معنية على المستوى الكمي البحت، لابد لنا في المقام الأول أن نتساءل: هل تعد الدول التي تملك أكبر عدد من المفاعلات النووية هي الأقوى نوويا، أم أن الدول التي تمتلك أكبر عدد ممكن من الرؤوس النووية هي الأقوى؟
الإجابة عن التساؤلات السابقة غاية في الأهمية، فعلى سبيل المثال يمكن اعتبار الدول التي تمتلك اكبر عدد من الرؤوس النووية في لحظة زمنية معينة هي الأقوى نوويا من ناحية كمية، لكن التسليم بمثل هذه الإجابة، يدفعنا لإغفال افتراض أخر لا يقل أهمية وهو: أن الدول النووية التي تمتلك أكبر عدد من المفاعلات، هي الأقوى نوويا، لأنها وببساطة، تستطيع عبر المفاعلات التي تمتلكها، رفع مخزونها من الرؤوس النووية بصورة أسرع من الدول النووية التي مفاعلات نووية أقل، لاسيما في الفترات التي يشوبها على المستوى الدولي العام، توترا متصاعدا يصل ذروته القصوى لتهديد الدول النووية بعضها البعض باستخدام الأسلحة النووية، أو لخشية أطراف أو أخرى من احتماليات استخدام بعض القوى النووية السلاح النووي ضدها.
استنادا على ما سبق، ولو اعتمدنا مؤشر عدد المفاعلات النووية المشغلة في روسيا، ومقارنة بالدول النووية الأخرى حول العالم، لوجدنا أن روسيا تتبوأ على هذا المؤشر المرتبة رقم 4 عالميا، وبعد كل من الولايات المتحدة وفرنسا والصين، إذ تمتلك روسيا حاليا، 37 مفاعلا نوويا مشغلا، أي قادر على انتاج ما يلزم من مواد نووية وانشطارية تمنح روسيا قدرة انتاج المزيد من الاسلحة والرؤوس النووية على المستويات الاستراتيجية والتكتيكية.
عدد المفاعلات النووية المشغلة من قبل القوى النووية في العالم:
الشكل استنادا على بيانات: تقرير حالة الصناعة النووية في العالم (WNISR)، اغسطس 2022
المكانة الروسية وفقا لمؤشر عدد المفاعلات النووية المشغلة حاليا، يعني الكثير من القضايا، وأهمها: أن روسيا وفي المرحلة الحالية، وفي ظل ظروفها الاقتصادية والمالية، غير قادرة ولو على المستوى النظري العام، على مواكبة فرنسا أو الصين من جهة، وبشكل خاص الولايات المتحدة من جهة ثانية، في إنتاج المزيد من الرؤوس النووية للكثير من العوامل، أهمها: عامل القوة الاقتصادية، ودخول روسيا في سباق مع تلك الأطراف أو بعضها لإنتاج المزيد من الرؤوس النووية، بحاجة لعمليات انفاق مالية كبيرة جدا، فوفقا لبيانات البنك الدولي لعام 2021، فإن حجم الاقتصاد الروسي 1.7 ترليون دولار، في حين أن حجم الاقتصاد الأميركي 22.9 ترليون دولار أميركي، والفرنسي 2.9 ترليون في حين أن حجم الاقتصاد الصيني 17.7 ترليون دولار.
لكن ومن ناحية أخرى، وإن اعتمدنا مؤشر عدد الرؤوس النووية، لوجدنا أن روسيا تتفوق على كل الدول النووية حول العالم، ومن ضمنها الولايات المتحدة، إذ استطاعت روسيا ومنذ عام 1949 وحتى 2022، أن تراكم أكبر عدد من الرؤوس النووية في العالم، بشكل يفوق ما لدى باقي الدول النووية الأخرى.
ففي مؤشر عدد الرؤوس النووية المخزنة، تمتلك روسيا ما حجمه 2889 رأسا نوويا، وتتمتع روسيا في هذا المؤشر بالمرتبة الأولى عالميا، في حين تمتلك روسيا في مؤشر عدد الرؤوس النووية المنشورة، ما حجمه 1588 رأسا نوويا، وتتمتع في هذا المؤشر بالمرتبة رقم 2 عالميا بعد الولايات المتحدة، وفي كلا المؤشرين، تتربع روسيا أيضا في المرتبة الأولى عالميا، بواقع عدد رؤوس نووية منشورة ومخزنة، يصل لحدود 4477 رأسا نوويا.
عدد الرؤوس النووية التي تمتلكها القوى النووية حول العالم:
الجدول استنادا على بيانات: معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: 13/6/2022.
المؤشرات السابقة، تعني على أرض الواقع عددا من القضايا وعلى رأسها:
1.أن الولايات المتحدة ورغم أنها لديها أكبر مخزون عالمي من الرؤوس النووية المنشورة، إلا أن روسيا ومن حيث المبدأ، يمكن أن تكون وفي أي لحظة صاحبة أكبر عدد من الرؤوس النووية المنشورة في حال لجأت لنشر رؤوسها النووية المخزنة.
2.في مثل تلك الحالة، فإن روسيا ستتغلب على الولايات المتحدة من ناحية مؤشر الرعب النووي المقاس بعدد الرؤوس النووية المنشورة.
3.تفوق روسيا في مؤشر الرعب النووي، يعني أنها الدولة النووية الأولى عالميا من حيث القدرة التدميرية.
مثل تلك القدرات التي تتمتع بها روسيا حاليا، هي القدرات الرئيسية التي تفسر على سبيل المثال، تصريحات دميتري روغوزين، رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، الذي قال فيها في 8 مايو الماضي ووفقا لما نقلته عنه قناة (فرانس 24) الفرنسية: "أن بلاده قادرة في حال نشوب حرب نووية على تدمير دول الناتو في غضون نصف ساعة فقط".
ثانيا: القوة النووية الروسية من ناحية تكنولوجية:
أيضا تلعب المؤشرات المتعلقة بمدى التقدم التكنولوجي العام للأسلحة النووية ومدى التقدم التقني المتعلق بالعمليات التشغيلية للأسلحة النووية، عواملا غاية في الأهمية في القضايا المتعلقة بتقييم قوة دولة أو أخرى على المستوى النووي العسكري، لاسيما وأن العامل التكنولوجي قد بات يتيح للدول الكبرى والنووية مزايا عديدة مثل:
1.إمكانيات شن حروب سيبرانية لتعطيل العمليات التشغيلية للأسلحة النووية، أو بمعنى: أن التكنولوجيا ومن ناحية نظرية تتيح لطرف إمكانيات تعطيل الأسلحة النووية للطرف الآخر، لاسيما منصات الإطلاق، وغيرها من المنظومات التي وبدونها لا يمكن إطلاق الرؤوس النووية، سواء كأنظمة الاتصالات وكأجهزة التحضير النووي وما شابه، ففي حال اتيح لطرف أن يعطل الأسلحة النووية لطرف آخر، فإن الطرف الأخير سيكون قوة نووية سلبية، أو طرف نووي غير قادر على استخدام أسلحته النووية، أو التهديد باستخدامها.
2.أن العامل التكنولوجي يتيح لطرف إمكانيات التفوق على الطرف النووي الأخر فيما يعرف بالضربة الأولى والاستباقية، وهي الضربات التي تهدف نوويا، لتعطيل قدرة الطرف المستهدف على استخدام أسلحته النووية بشكل مضاد، في الحالات التي يصل فيها التوتر للحدود القصوى جدا.
إزاء ما سبق نتساءل، لو قارنا تكنولوجيا ما بين روسيا وأي دولة غربية نووية أهمها الولايات المتحدة، فماذا سنجد؟ هل تتفوق روسيا تكنولوجيا على الولايات المتحدة أم العكس، أم يتساوى الطرفين بالقدرات التكنولوجيا في المجال النووي؟
الإجابة عن التساؤل السابق بشكل دقيق جدا، من أبرز المعضلات بالنسبة للخبراء المتخصصين بالأسلحة النووية ومن أبرز المعضلات التقييمية حتى بالنسبة للكثير من أجهزة الاستخبارات المختلفة، والاسباب الرئيسية التي تفسر صعوبة التقييم التكنولوجي للقوة النووية الروسية على المستوى التكنولوجي أو التي تفسر صعوبة التقييم التكنولوجي للقوة النووية لدول أخرى من ناحية تكنولوجية، إنما تعود وبشكل رئيسي لعامل السرية القصوى التي تتعامل فيها الدول مع أسلحتها النووية ومع كل ما يتعلق بإمكانياتها وعمليات تطويرها التقني والعسكري.
لكن ورغم صعوبة الوقوف على مدى التقييم التكنولوجي للأسلحة النووية الروسية، إلا أن تقييما عاما لمدى تقدمها ذاك ليس مستحيلا، فوفقا للكثير من المؤشرات التي سنبينها بعد قليل، فإنه ورغم التخلف التكنولوجي الروسي العام مقارنة بالدول الغربية عموما والولايات المتحدة خصوصا، إلا أن مدى تقدم الأسلحة النووية الروسية لا يقل أهمية عن مدى التقدم الخاص بالأسلحة النووية الفرنسية أو البريطانية أو حتى الأميركية.
فمن ناحية أولى، يرى الكثير من الخبراء أن التقدم التقني الروسي في المجال النووي، فإنما يظهر أول ما يظهر في قدرة روسيا في مجال الإطلاق النووي، فعلى سبيل المثال، لدى روسيا القدرة التقنية على إطلاق أسلحة نووية استراتيجية وتكتيكية من نفس منصات الإطلاق، وتعرف هذه القدرة، بالقدرة النووية المزدوجة وفقا لما يراه باحثي مجلة (نشرة علماء الذرة) في تقرير صادر عن المجلة في 23 فبراير الماضي.
أيضا ومن ناحية ثانية، فإنه ورغم تواضع القدرات الاقتصادية الروسية أمام الكثير من الدول الغربية والولايات المتحدة، إلا أنها استطاعت إحراز تقدم كبير في مجال تطوير وتحديث الأسلحة النووية التي تمتلكها منذ أيام الحقبة السوفيتية، وباتت لروسيا حاليا، أسلحة نووية مختلفة الأنواع والمهام.
فبالإضافة للأسلحة النووية الاستراتيجية، فإن لدى روسيا أسلحة نووية تكتيكية متعددة النسخ تستطيع اطلاقها من منصات عديدة كالغواصات المنتشرة في المياه الدولية، والقاذفات، والصواريخ، بل أن لدى روسيا قدرة إطلاق الرؤوس النووية من على أي منظومات صاروخية تمتلكها كمنظومات صواريخ كروز، بل وإطلاقها أيضا على شكل قذائف مدفعية وفقا لما أشارت له (هيئة الإذاعة البريطانية) في 26 سبتمبر الماضي نقلا عن خبراء متخصصين ونقلا عن تقديرات استخبارية غربية وأميركية.
تلك الميزة، أي ميزة الإطلاق المزدوج وميزة إطلاق الأسلحة النووية من على منصات عديدة وحتى على شكل قذائف مدفعية بشكل خاص، هي ميزة روسية تعني من ناحية تقنية:
1.تدني احتماليات نجاح الولايات المتحدة في السيناريوهات الأسوأ في توجيه ضربة استباقية لتعطيل منصات الإطلاق النووي في روسيا، والسبب في ذلك، أن روسيا تمتلك القدرة على إطلاق الرؤوس النووية من منصات عديدة، وتعدد منصات الإطلاق، يعني استحالة نجاح الولايات المتحدة باستهدافها بشكل كامل هي وحلفائها بضربة أولى واستباقية.
2.تدني احتماليات نجاح الولايات المتحدة في السيناريوهات الأسوأ أيضا في توجيه ضربة سيبرانية تعطل منصات إطلاق الأسلحة النووية الروسية، أيضا، لأن لدى روسيا القدرة على إطلاق تلك الأسلحة من منصات متعددة وحتى على شكل قذائف مدفعية، وكثيرا من الأنظمة المدفعية لا يمكن استهدافها سيبرانيا لاسيما من يعمل منها بالحد الأدنى من منظومات الاتصال.
لمجمل ما سبق من نقاش، خلصت محاكاة نووية أجرتها جامعة برينستون الأميركية ونشرت في 6 سبتمبر الماضي، لعدد من النتائج وعلى رأسها:
1.أنه لا يمكن المغامرة بتوجيه ضربات سيبرانية أو ضربات عسكرية استباقية لتدمير البنية التحتية النووية أو لتحويل روسيا لطرف نووي سلبي، أي طرف يمتلك أسلحة نووية إلا أنه وبنفس الوقت غير قادر على استخدامها أو التهديد باستخدامها.
2.أنه وفيما لو استخدمت القوة العسكرية أو النووية ضد روسيا من طرف الناتو أو الولايات المتحدة، فإن روسيا ستكون قادرة على إمطار الولايات المتحدة وأوروبا نوويا، بمعنى: أن روسيا وفي كل الظروف الميدانية ستكون قادرة على توجيه رد قاس على أي ضربة استباقية ضمن ما يعرف باستيعاب الضربة الاستباقية قدرة الرد عليها.
رؤية ختامية:
في ختام هذه المقالة، يتضح لدينا، أن محصلة القوة النووية الروسية في وضعها الراهن، تتيح لها على أرض الواقع، إمكانيات فعلية لاستخدام السلاح النووي بأكثر من اتجاه وشكل، بحيث، أن تستخدم روسيا السلاح النووي ضد أوكرانيا، إذ تمتلك روسيا أسلحة نووية تكتيكية يقدر عددها بحوالي 2000 رأس نووي وفقا لتقديرات أوردتها قناة (يورو نيوز) الأوروبية نقلا عن خبراء متخصصين وتقديرات استخبارية في 29 سبتمبر الماضي.
فالأسلحة النووية التكتيكية، وخلافا للأسلحة النووية الاستراتيجية، تتيح للطرف الذي يمتلكها، إمكانيات استخدامها بدون أن يكون مضطرا هذا الطرف أو ذاك على إحداث حالة واسعة من الدمار الشامل، والأهم، أن الاسلحة النووية التكتيكية تتيح للطرف الذي يمتلكها، كروسيا حاليا، إمكانيات استخدامها ضد الدول الجوار كأوكرانيا، بأقل قدر ممكن من التداعيات السلبية على الجانب الروسي من ناحية الإشعاعات النووية، وأن يستخدمها لتحقيق هدف أو آخر، مثل: الردع العسكري وضرب الروح المعنوية لأوكرانيا أو بهدف دفعها للاستسلام أو للإذعان لبعض الشروط أو للتخلي عن متابعة العمل العسكري المقاوم.
مثل تلك الاحتماليات، ستبقى قابلة للتزايد طالما استمرت الأزمة الروسية الأوكرانية، فاستمرارية تلك الأزمة سترهق روسيا اقتصاديا على أكثر من مستوى، ماليا واقتصاديا، سواء بسبب تكاليف الحرب في أوكرانيا، أو بسبب العقوبات، أو ماديا ومعنويا، كتراجع الثقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين شعبيا، وتزايد حدة السخط الشعبي الروسي جراء الخسائر البشرية في الحرب الأوكرانية، ففي ظل مثل تلك الصور، قد تلجأ روسيا للأسلحة النووية التكتيكية لتسريع إنجاز الاهداف ومن ثم إنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا، وستتزايد احتماليات اللجوء للأسلحة النووية التكتيكية في ظل مواصلة الغرب لضغوطه على الجانب الروسي وتقديمه للمزيد والمزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.
أيضا ومن ناحية ثانية، يمكن أن تستخدم روسيا الأسلحة النووية ضد أوروبا والولايات المتحدة في حالات عديدة:
1.أن ينخرط الجانبين الأوروبي والأميركي على المستوى العسكري لجانب أوكرانيا من جهة، وبشرط أن يوجه الجانبين ضربات عسكرية من أي نوع ضد الجانب الروسي، ومن الضربات التي يمكن أن ينطبق عليها وصف خاص، وهو وصف: الضربات العسكرية التي من شأنها تهديد بقاء الدولة الروسية.
2.أو في حال وجه أحد الطرفين الأوروبي أو الأميركي ضربات عسكرية ترمي لتحويل روسيا لطرف نووي سلبي، أي غير قادر على استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها، فأي ضربة على تلك الشاكلة وحتى ولو كانت سيبرانية، ستدفع روسيا للرد نوويا بموجب عقيدة استخدام الاسلحة النووية في روسيا.
3.نشر أسلحة هجومية أو دفاعية خطيرة بالقرب من الأراضي الروسية، ومحاولة شن هجمات ضد مؤسسات عسكرية وحكومية روسيا من شأن استهدافها تعطيل إجراءات الاستجابة للقوات النووية الروسية.
كل تلك الاحتماليات مفتوحة، رغم إدراك كل الأطراف لمدى خطر السلاح النووي، فعلى الرغم من أن الاستراتيجي الألماني كارل كلاوزوفيتش يرى، أن الحرب استمرارا للسياسة بوسائل أخرى، إلا أن استخدام الأسلحة النووية ستؤدي لمرحلة لن يكون فيها بعد الحرب أي سياسة.