مراجعات

ما بعد استقالة ليز تراس

٢١ أكتوبر ٢٠٢٢

تناول مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في 20 أكتوبر 2022، مستقبل رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة في أعقاب استقالة ليز تراس بعد ستة أسابيع فقط على توليها المنصب. بحسب النظام البريطاني، يرأس الحكومة زعيم حزب الأغلبية في البرلمان، وهو حزب المحافظين حاليا. تراس قالت إنها تتوقع أن تنتهي عملية اختيار خليفة لها مع نهاية الأسبوع القادم. وأكد على ذلك جراهام برادي، رئيس لجنة 1922 لأعضاء حزب المحافظين، المنوط بها تقرير قواعد سباق القيادة. 

برادي وضع يوم الجمعة القادم، 28 أكتوبر 2022، حدا أقصى لتحديد الزعيم الجديد للحزب، غير أن المقال يورد أن التصويت قد يحسم في وقت أقرب بكثير، ربما حتى ليلة الإثنين القادم، 24 أكتوبر 2022. يرجع ذلك التقدير إلى قواعد العملية الانتخابية داخل الحزب، والتي لخصها المقال في الآتي: 

أولا، يحتاج المرشحون إلى ما لا يقل عن 100 صوتا من نواب الحزب للشروع في التصويت. 

ثانيا، بدأت الترشيحات مساء الخميس، 20 أكتوبر، وتنتهي الساعة 2 بعد الظهر يوم الإثنين، 24 أكتوبر.

ثالثا، إذا حصل اثنان أو ثلاثة مرشحين على الحد الأدنى من الأصوات - وهو أمر ممكن - فستكون هناك جولتان من التصويت، تضم فقط نواب الحزب في البرلمان. التصويت الأول سيتم إجراؤه يوم الإثنين القادم في الساعة 3.30 مساء، على تعلن النتائج في الساعة 6 مساء بالتوقيت المحلي في بريطانيا. 

رابعا، في حال نجح مرشح واحد فقط في تخطي عتبة الـ100 صوت، لن تكون هنالك حاجة لإجراء الانتخاب، إذ سيصبح هذا الشخص الزعيم الجديد للحزب.

خامسا، سيتم استشارة القاعدة الأوسع من أعضاء حزب المحافظين، في حال حصل أكثر من مرشح واحد على مئة صوت أو أكثر. كما سيتم إجراء التصويت للأعضاء عن طريق "التصويت الآمن عبر الإنترنت" - وفقا للحزب، وسيُغلق في الساعة 11 صباحا يوم الجمعة، 28 أكتوبر، وتعلن النتيجة في وقت لاحق من ذلك اليوم، حيث يمكن فقط للأعضاء المؤهلين، الذين كانوا أعضاء لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، التصويت.

يذكر المقال أنه من المتوقع أن ينجح ريشي سوناك، الذي خسر أمام تروس في سباق القيادة السابق، في تأمين مئة ترشيح، حيث حصل على أكثر من 20 تصديقا مساء الخميس. كما رجحت الصحيفة ترشح بوريس جونسون مرة أخرى، مستندا لمصادر قريبة من رئيس الوزراء السابق، وترى أنه من المرجح أن ينجح إذا ذهبت الاصوات إلى القاعدة الأوسع من أعضاء الحزب.

تقول الصحيفة أن التحدي الأكبر أمام جونسون هو الحصول على العدد الكافي من الترشيحات، علما بأن حوالي ستين وزيرا استقال من حكومته، ما يعكس ضعف الدعم له في أوساط نواب الحزب، وهو بحاجة إلى دعم مئة منهم على الأقل لخوض المنافسة، علما بأن لدى جونسون حتى الآن حوالي 15 صوتا، على الرغم من أنه لم يعلن الترشح رسميا. على صعيد متصل من المرجح أن تخوض وزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت، المنافسة على المنصب، بينما قرر مستشار الخزانة الحالي جيرمي هانت، عدم المشاركة. 

وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية، في مقال نشرته في 21 أكتوبر 2022، أنه في حال التفاف النواب حول مرشح واحد فسيكون هناك "تتويج" يوم الإثنين القادم. أشارت الصحيفة إلى نية جونسون في خوض المنافسة، والعودة إلى القيادة. ونقلت عن حليف رئيسي لرئيس الوزراء السابق قوله إن جونسون يريد "إنهاء المهمة" التي بدأها. يشار هنا إلى أن جونسون لا يزال يواجه تحقيقا بشأن ما إذا كان كذب على البرلمان بشأن الفضيحة المعروفة بـ(Partygate).

خلق احتمال تولي جونسون رئاسة الوزراء مرة أخرى، بعد شهرين فقط من استقالته، حالة من الانقسام في حزب المحافظين. من جهة، مؤيدوه يرون أنه الشخص الأمثل لقيادة الحزب في هذه الفترة، وقد نقلت إندبندنت عن النائب برندان كلارك سميث قوله إن جونسون هو "الشخص الوحيد الذي يمكنه إخراجنا من هذه الفوضى"، وأشادت به سكرتيرة الثقافة السابقة نادين دوريس ووصفته بأنه "الشخص الوحيد الذي انتخبه الجمهور البريطاني ببيان وتفويض حتى يناير 2025".

في الطرف الآخر، أعرب عضو مجلس النواب روجر جيل، وهو أول عضو في البرلمان أعلن أنه قدم خطابا بسحب الثقة من جونسون، عن رأي جزء كبير من نواب حزبه قائلا: "لا يمكن النظر في منحه (جونسون) أي منصب حكومي، ناهيك عن رئيس الوزراء، وهو تحت التحقيق لتضليل مجلس النواب"، ويكمل: "جونسون سيكون مسببا للانقسام، تماما كما كان في السابق. نحن نريد مرشحا للوحدة، وليس مرشحا للانقسام".


56