لفتت منصة "IntelliNews" الأوروبية التي تركز على الأسواق الناشئة في تقرير لها نشرته على موقعها بتاريخ 26 سبتمبر 2022، إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يعمل فقط على تجنب النفط والغاز الروسي، بل أيضاً على إنهاء استخدام الدول الأعضاء للطاقة النووية لليورانيوم الروسي. لذلك تتحول الأنظار نحو كازاخستان التي توفر أكثر من 41% من إمدادات اليورانيوم في العالم، تليها أستراليا 13% وكندا 8%.
قال التقرير الذي كتبته الباحثة الكازاخية عايدة قاديرزانوفا، إن الكازاخستانيين يفتخرون بموارد اليورانيوم الضخمة غير المستغلة، والتي يمكن أن ترفع الحصة السوقية الرئيسة.
لكن الأمور ليست بهذه البساطة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لأن تعدين اليورانيوم ليس سوى جانب واحد من عملية إنتاج الطاقة النووية، ولا يمكن استخدام خام اليورانيوم غير المعالج وقوداً للمفاعلات النووية، ويجب تكرير الخام لإنتاج مركز من المعدن الثقيل، أو الكعكة الصفراء، ثم تحويله إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم.
هذا هو الأمر الذي تتفوق فيه روسيا، التي تمتلك حوالي 40% من البنية التحتية لتحويل اليورانيوم في العالم، وتوفر للسوق العالمية حوالي ثلث غاز سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم.
وتلبي 15 دولة 75% من الطلب العالمي على اليورانيوم، وكازاخستان أكبر مصدر منذ عام 2009، وفقاً للرابطة النووية العالمية، إضافة لذلك تنعم بموارد كبيرة من اليورانيوم بالقرب من السطح يمكن تحصيلها بتكلفة منخفضة عن طريق حقن السوائل تحت الأرض بطريقة تشبه التكسير الهيدروليكي.
لكن الخطط الأوروبية لمقاطعة خدمات تحويل اليورانيوم الروسي تواجه المزيد من المشاكل، على الرغم من أن كازاخستان هي أكبر فاعل في العالم في إمدادات اليورانيوم، فإن الكثير من اليورانيوم المطحون ينتقل عبر مصانع التحويل الروسية قبل تصديره إلى الأسواق العالمية. هنا يلفت التقرير إلى أنه إذا كان من الممكن التغلب على النقل المتعدد والتحويل اللوجستي والعقبات السياسية، فإن كازاخستان، نظراً لثرواتها من اليورانيوم، ستكون في وضع مثالي لتصبح مورداً بارزاً وموثوقاً لليورانيوم في أوروبا لعقود مقبلة.
لذلك وفقاً لـعايدة قاديرزانوفا فإن أهمية شركة "كازاتومبروم"، تبرز في هذا الصدد بصفتها الشركة الوطنية للطاقة في كازاخستان، والتي تستفيد من أولوية الوصول إلى جميع رواسب اليورانيوم، ولديها أيضاً القدرة على تنمية قاعدة مواردها بشكل كبير باستثمارات رأسمالية قليلة نسبياً، وتتوقع الشركة، على لسان يرزان موكانوف الرئيس التنفيذي بالإنابة، أن تشارك بشكل كامل في دورة التعاقد متوسطة وطويلة الأجل المرتبطة بنمو الطلب المتوقع على الوقود النووي.
وتخطط الشركة وفقاً للتقرير لاستخدام طريق آخر لتصدير اليورانيوم الكازاخي، بدلاً من المرور عبر سان بطرسبرج في روسيا، من خلال استخدام طريق يتجنب الأراضي الروسية ويأخذ الشحنات عبر بحر قزوين مرة واحدة على الأقل في الفترة المتبقية من هذا العام، ولكن وفقاً لكبير المسؤولين التجاريين في شركة "كازاتومبروم" أسكار باتيرباييف، فإن تكلفة الشحن عبر خيار بحر قزوين ستكون أعلى إلى حد ما.
التقرير نوه إلى إيجابية وجود طرق تصدير بديلة لتلك التي تمر عبر روسيا، خاصة هذا العام من خلال الصعوبات التي واجهتها كازاخستان في نقل النفط الخام إلى الأسواق العالمية عبر طريق تصدير النفط الرئيس، خط أنابيب "CPC" الذي يمتد إلى ميناء "نوفوروسيجسك" الروسي في البحر الأسود.
الباحثة الكازاخية تنهي تقريرها بالقول: "لا أحد يستطيع أن يلوم كازاخستان على اكتشاف الفرص، ووفقاً لذلك يقول المسؤولون إن كازاخستان تلتزم بمعايير عالية عندما يتعلق الأمر بالاستفادة القصوى من الفرص التي توفرها الطاقة النووية السلمية لإنشاء صناعة جديدة ذات تقنية عالية، والسيطرة على السوق العالمية للوقود النووي، وتعزيز قدرتها العلمية والتكنولوجية الداخلية. لهذا السبب ترغب أستانا في تعزيز التعاون في هذا المجال مع الدول التي تمتلك أحدث تقنيات الدورة النووية والخبرة العملية".