علاقات دولية

تأثير أزمة البحر الأحمر على صناعة الشحن والاقتصاد العالمي

03-Apr-2024

باتت البحار والمحيطات مهمة اليوم أكثر من أي وقت مضى مع تنامي الصراعات الدولية. فقد تصاعدت التوترات في البحر الأحمر عقب تعرض سفن لهجمات أثناء عبورها هذا الممر الحيوي في طرق الشحن البحري بين أوروبا والخليج العربي وبحر العرب وصولاً إلى شرق آسيا، وهو ما أثار مخاوفَ من حدوث اضطرابات جديدة في التجارة العالمية، بما في ذلك إمدادات الطاقة.

ومنذ عام 2019، هاجم الحوثيون وغيرهم من وكلاء إيران المشتبه بهم سفناً متعددة في الشرق الأوسط، واستولَوا على ناقلات النفط وشنوا هجماتٍ باستخدام ألغام لاصقة ثبتوها على أجسامها، وفق تقرير لصحيفة فايننشال تايمز. وفي نوفمبر 2023، استولى الحوثيون على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" في جنوب البحر الأحمر، وقالوا إنها مملوكة لإسرائيل، حينها، قالت الشركة المالكة للسفينة "غالاكسي ليدر"، إن عسكريين صعدوا على متنها بشكل غير قانوني عبر طائرة هليكوبتر، وهي الآن موجودة في ميناء الحديدة باليمن.

وقتها قال الحوثيون إنهم يشنون هجمات بطائرات مسيَّرة وصواريخَ ضد إسرائيل والسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، رداً على الهجوم الذي تشنه إسرائيل على حماس في غزة، بعد هجوم مسلحي الحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل.

تزايد المخاوف من التهديدات على حركة النقل البحري

يقول تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط إن هذا التهديد الجديد للشحن - الذي يمكن أن يؤثر في التجارة بكل أنواعها من النفط الخام إلى السيارات - يأتي بعد ضغوط كبيرة واجهتها سلاسل التوريد بسبب جائحة "كوفيد"، والحرب الروسية في أوكرانيا، مما أدى إلى زيادة التضخم وتهدئة الاقتصاد العالمي. وتزيد هذه الهجماتُ المخاوفَ بشأن التهديد الذي تشكله طهران على مضيق هرمز، وهو الممر المائي الضيق الذي يفصل إيران عن دول الخليج والذي يعد نقطة عبور لصادرات النفط والغاز. إذ يمر نحو 40% من تجارة النفط المنقولة بحراً عبر مضيق هرمز يومياً إلى جانب شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر، مما ساعد أوروبا على استبدال الغاز الروسي. فمن قناة السويس التي تربطه بالبحر الأبيض المتوسط، إلى مضيق باب المندب الذي يربطه بالمحيط الهندي، يعد البحر الأحمر أيضاً شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي. فهو يحمل ما يقرب من عُشر إمدادات النفط المنقولة بحراً، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو أيضاً قناة للبضائع من آسيا. ويعد مضيق باب المندب أكثر عرضة للهجوم من مضيق هرمز بسبب موقعه الضيق .

ومع بداية هذه الهجمات وبسبب تصاعد الأحداث والتطورات العسكرية أوقف عدد من شركات النقل البحري الكبرى عملها عبر البحر الأحمر، ففي 15 ديسمبر 2023 أوقفت شركة النفط بريتش بتروليوم عمليات النقل .

التراجع في التجارة العالمية بسبب هجمات الحوثيين 

وخلال الشهر الأول من هذه الهجمات قال معهد أبحاث ألماني مختص بالاقتصاد، إن التجارة العالمية تراجعت بنسبة 1.3%، في الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر 2023 في وقت أدت فيه هجمات مسلحين على سفن تجارية في البحر الأحمر، إلى تراجع كميات الشحن المنقولة عبر هذه المنطقة الحيوية. وقال معهد كايل الألماني للاقتصاد العالمي، إن هناك حالياً نحو مئتي ألف حاوية تمر عبر البحر الأحمر يومياً انخفاضاً من 500 ألف يومياً في نوفمبر. وقال جوليان هينتس مدير مركز أبحاث سياسات التجارة في المعهد، إن عمليات تحويل مسار السفن بسبب الهجمات، أدت إلى قطع السفن رحلاتٍ أطولَ بين مراكز الإنتاج في آسيا وأسواق الاستهلاك الأوروبية، بما يصل إلى 20 يوماً إضافية. 

في الأسبوع الأول من يناير 2024، أصبح الوضع اللوجستي في البحر الأحمر أمراً حرجاً للغاية وبات يؤثر بشكل كامل في حركة الشحن وسلاسل التوريد العالمية. في الفترة نفسها كان متوسط عدد السفن التي تعبر البحر الأحمر 105 من السفن ذات السعة الكبيرة و58 ناقلة نفط وهو أقل من 115 ذات سعة كبيرة و70 ناقلة نفط التي سُجلت في الأسبوع الذي سبقه، وتجنبت 6 من 10 شركات النقل الكبرى البحر الأحمر وأصبحت شركات قليلة تعبر باب المندب. 

في 21 يناير أعلنت شركة تيسلا أنها سوف توقف إنتاجها بمصنعها الوحيد في أوروبا بسببٍ له علاقة بسلاسل الإمداد والهجمات الحوثية، كما أعلنت شركة فولفو للسيارات نيتها إيقاف أحد مصانعها مدة ثلاثة أيام، وبعد أسبوع أعلنت رويال داتش شل المعروفة وقف نقلها للمواد البترولية عبر البحر الأحمر. وقتها واصلت مجموعة من الناقلات عملها عبر البحر الأحمر باستخدام حاملات ذات سعة كبيرة مستهدفة مضايق كانت تستخدمها السفن الكبيرة والتي لها تعاقدات مع دول تتعاطف مع الحوثيين .

تغيير مسار النقل إلى رأس الرجاء الصالح

ونظراً إلى الأخطار الأمنية التي أشرنا إليها، قامت شركات الشحن بتغيير مسارات السفن باتجاه رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة مسافات وأوقات السفر بشكل كبير. يتسبب تغيير المسار هذا في حدوث تأخيرات في سلاسل التوريد ويسهم في ارتفاع تكاليف الشحن. تضيف مسافة السفر المتزايدة حوالي 3,500 ميل بحري للسفن التي تسافر من آسيا إلى أوروبا، مما يؤدي إلى ارتفاع فواتير الوقود وأقساط التأمين.

إن اتجاه بعض السفن إلى رأس الرجاء الصالح وما يترتب عليه من زيادة كبيرة في أسعار الوقود والتأمين، خاصة أن مدة الرحلة سوف تصل إلى أسبوعين، هو أمر يكلف المصدرين والموردين مبالغ إضافية، حيث إن 12% من التجارة العالمية تعبر البحر الأحمر، وهي تعادل 30% من تجارة الحاويات بما يعادل ترليون دولار في السنة، كما أن التحول إلى رأس الرجاء الصالح يسبب تأخيراً ويحدث اضطراباً في التجارة العالمية .

ووفقاً لمحللين فإن تكاليف النقل إلى أوروبا زادت بنسبة 124% وإلى الولايات المتحدة 45% وإلى دول البحر المتوسط الداخلية 118%، ويتوقع أن تتدهور الأوضاع خلال الفترة القادمة بسبب استعجال الشركات للشحن من الصين وقرب أعياد الميلاد .

وفق مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية تعد أزمة البحر الأحمر مسؤولة عن ارتفاع رسوم الشحن والتأمين والأسعار على المدى القريب، وبينما الهجمات مرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط يصعب التنبؤ بما سوف يحدث على المدى البعيد. وقد تأثر النقل عبر رأس الرجاء الصالح بسبب ارتفاع رسوم النقل والتأمين، ولكن السفن ذات السعة الكبيرة ما زالت تعبر البحر الأحمر، وقد استقرت تكلفة الشحن بالنسبة لها، وهجمات الحوثيين لن تتوقف لأهم يشعرون أنهم قد حصلوا على اهتمام عالمي وصرفوا الأنظار عن مشكلاتهم الداخلية وعدم قدرتهم على توفير الخدمات الضرورية .

وفي مقال نشره مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، يقول: إنه بينما كان الهدف من هذه الهجمات التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي، فإن التأثير طال التجارة الدولية ورفع تكلفة النقل وزاد التضخم، كما أصاب ميناء إيلات الإسرائيلي بالشلل، ولم تسلم أوروبا من التأثر بسبب زيادة مدة الرحلة حول رأس الرجاء الصالح لعشرة أيام أثرت على صغار المنتجين. وفي الجانب الآخر من العالم أجبر الجفاف الحاد في قناة بنما السلطات على وضع ضوابط تسببت في بطء عمليات عبور السفن منذ أكتوبر الماضي 2023، وهي قناة تعبرها 5% من التجارة الدولية .

لقد تسببت الهجمات في ارتفاع حادّ في أسعار عقود تأمين الشحن البحري، مع فرض رسوم لتغطية الأخطار المرتبطة بنزاعات، تُضاف إلى الزيادة الكبيرة في تكلفة الشحن نتيجة سلوك مسار بديل أطول. وينبغي أن يكون لدى السفن التجارية 3 أنواع من التأمين، هي التأمين على هيكل السفينة أي ضدّ الأضرار التي قد تلحق بها، والتأمين على شحناتها، وأخيراً تأمين الحماية والتعويض الذي يتضمّن تغطية غير محدودة للأضرار التي قد تلحق بأطراف أخرى. غير أنّ تكلفة تأمين السفن والحمولات ضد أخطار مرتبطة بنزاعات ارتفعت كثيراً في ظلّ الظروف القائمة في منطقة البحر الأحمر، وفق فريديريك دونيفل، مدير عام مجموعة غاريكس المتخصصة في التأمين ضد الأخطار المرتبطة بالنزاعات، الذي أكد أن ذلك حدث بطريقة متناسبة مع التهديدات. وشرح مسؤول قسم التأمين البحري والجوي في شركة "لويدز ماركت أسوسييسن" البريطانية نيل روبرتس لوكالة الصحافة الفرنسية أن "البحر الأحمر منطقة مصنّفة، أي أن على السفن التي تنوي دخوله إبلاغ شركات التأمين". في هذه الحالة، لدى شركات التأمين إمكانية تغيير أحكام عقود التأمين. وهذا يشمل رسوماً إضافية لتغطية الأخطار المرتبطة بنزاعات تُباع بشكل يكمّل "بوالص" التأمين الأساسية.

تأثير أحداث البحر الأحمر على المستهلكين 

مع بداية الهجمات وصلت تأثيراتها في البحر الأحمر سريعاً إلى المستهلكين بسبب ارتقاع تكلفة الوقود والتأمين وتغيير مسارات السفن وهو ما سيزيد أسعار السع المختلقة، وعلى المستهلكين أن لا يتوقعوا أن يجدوا ما يريدونه في المتاجر التي يفضلونها، إذ إن أزمة البحر الأحمر أجبرت السفن على تغيير مساراتها الأمر الذي زاد زمن الرحلة 10 أيام، وتتخوف بعض الشركات من ارتفاع تكلفة النقل والتأمين، وفكر البعض في النقل الجوي ولكن لم يكن هناك فرق يذكر في الأسعار .

تراجع النقل البحري عبر قناة السويس

وإذا ما قمنا بقياس هذه الآثار من زاوية أخرى، فمثلاً يعبر قناة السويس سنوياً نحو 12% من التجارة العالمية و30% من سفن الحاويات التي تحمل سلعاً بأكثر من تريليون دولار كل عام بمعدل 50 سفينة كل يوم أي 19 ألف سفينة كل عام، وتحصل أوروبا على ما قيمته 700 مليار من هذه السلع التي تصلها من الدول الآسيوية وفقاً لإدارة الطاقة الأمريكية. وتعد قناة السويس أكثر أهمية لأوروبا من الولايات المتحدة، ولكنها تنقل النفط أيضاً للولايات المتحدة وهي أيضا إستراتيجياً مهمة لروسيا في تجارتها مع الهند والصين. وفي كل عام تعبر 10% من تجارة النفط و8% من تجارة الغاز المسال قناة السويس وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، التي حذرت في يناير من اضطراب إمداد النفط من الشرق الأوسط، وقناة السويس مهمة كذلك لمصر التي تحصل على حوالي 7 مليارات دولار سنوياً من رسوم عبور السفن وفقاً لتقديرات 2022-2021 .

لقد انخفض عدد السفن العابرة لقناة السويس إلى النصف وفقاً لمعهد كيل الألماني، وقد انخفضت الحمولة العابرة للقناة من 500 إلى 200 ألف حاوية بين نوفمبر وديسمبر بسبب الهجمات الحوثية بعد تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح مع تأخير 10 أيام للوصول إلى أوروبا أو أمريكا وفقاً لهيئة الملاحة الدولية. وأصبح الوضع حول البحر الأحمر وخليج عدن ملتهباً كما تشير العديد من المصادر الأمنية. وفي مؤشر على  استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر بدأت هاباج لويد وهي شركة نقل متعددة الجنسيات مقرها ألمانيا، التخطيط  للنقل البري عبر مصر والسعودية، كما تجنبت كل من شل وبريتش بتروليوم القناة وتراجع وصول النفط إلى أوروبا بمعدل 20% خلال الأسبوعين الأولين من يناير مقارنة مع الشهر الذي سبقه، وبدأت أوروبا في استيراد النفط من أمريكا لتعويض النقص بعد تجنب الناقلات قناة السويس، كما أثر ذلك في أسعار النقل البحري الذي كان قد شهد تحسناً بعد جائحة كورونا بسبب طول الرحلة حول رأس الرحاء الصالح، ويشير مؤشر Drewry الذي يتابع حركة السفن إلى ارتفاع سعر النقل بالحاويات إلى 3964 دولار للقدم في 25 يناير، وهو ما يعادل ضعف الرقم في الأسبوع نفسه من عام 2023، غير أن المراكز التي تدرس حركة السفن لا تتوقع أن ترتفع الأسعار إلى مستوى أسعار جائحة كورونا بسبب وجود مسارات بديلة للسفن، كما أن الشركات بدأت تستخدم سفناً كبيرة للحاويات .

يقول جان هوفمان، خبير التجارة في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، إنه منذ أن بدأت هجمات المتمردين الحوثيين على السفن في البحر الأحمر في نوفمبر، توقف الفاعلون الرئيسيون في صناعة الشحن مؤقتاً عن استخدام قناة السويس المصرية، وهي ممر مائي حيوي يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وطريق حيوي للطاقة والبضائع بين آسيا وأوروبا. قال هوفمان إن قناة السويس تعاملت مع 12% إلى 15% من التجارة العالمية في عام 2023، لكن "الأونكتاد" يقدر أن حجم التجارة التي تمر عبر الممر المائي انخفض بنسبة 42% خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2023، بحسب وكالة أسوشيتدبرس.

الآثار المختلفة للتوتر في البحر الأحمر 

وضمن استطلاع أجراه موقع المنتدى الاقتصادي العالمي عن آثار ما يجري في البحر الأحمر، تقول مريم يانسن Mariam Jansen، مديرة التجارة والزراعة بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إن الشحن البحري التجاري أمر محفوف بالأخطار والتهديد، وبعد عقود من الاستقرار النسبي والأمن في المياه الدولية عدنا إلى وقت تتعرض فيه المعابر البحرية للهجمات والعنف منذ الحرب الروسية على أوكرانيا والآن في البحر الأحمر بسبب التغيرات الجيوسياسية، وقد أثر ذلك في حركة النقل البحري في قناة بنما بنسبة 36% مقارنة بالعام الماضي 2023. ويقول ستيفن أولسون Stephan Oslon من منبر الباسفيك العالمي: إننا نرى الآن اضطراب في سلاسل الإمداد بعضها حاد إلى درجة أن بعض المصانع قد تتوقف خاصة المتعلقة بصناعة السيارات حيث زادت تكلفة الشحن وتضاعفت ثلاث مرات بسبب الصواريخ التي أطلقت ضد الخطوط التجارية الدولية والتي أدت إلى عدم اليقين في النشاط التجاري، فالعاملون في مجال النقل يواجهون أزمة إلى جانب مشكلات أخرى فهناك انخفاض المياه في قناة بنما بسبب الجفاف .

ولا يقتصر تأثير أزمة البحر الأحمر على صناعة الشحن وحدها، بل لها تأثير أوسع نطاقاً على الاقتصاد العالمي، مما قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن وارتفاع أسعار المستهلك في جميع أنحاء العالم. ويثير الوضع القلق بشكل خاص بالنظر إلى تحديات التجارة العالمية القائمة، مثل القدرة الزائدة في شحن الحاويات وغيرها من الاضطرابات في سلسلة التوريد. علاوة على ذلك، تؤثر الأزمة أيضاً في الأوضاع الإنسانية، لاسيما في اليمن، حيث تؤثر التكاليف والأخطار المتزايدة المرتبطة بالشحن في توصيل المساعدات. وللأزمة تأثير أكثر وضوحاً على السكان الضعفاء في المناطق التي تعتمد على واردات السلع الأساسية، مما يؤدي إلى تفاقم قضايا الأمن الغذائي وأمن الطاقة .

وأحد الآثار المهمة لهذه الهجمات هو تغيير مسار السفن، حيث تسلك العديد من السفن الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، مضيفة ما بين 7 أيام و20 يوماً إلى رحلاتها. وقد أدى هذا التغيير إلى زيادة كبيرة في تكاليف النقل، حيث ارتفعت معدلات الشحن من آسيا إلى الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية بنسبة 55٪ إلى 3,900 دولار لكل حاوية 40 قدماً. كما قفزت أسعار الساحل الغربي بنسبة 63٪ إلى أكثر من 2,700 دولار. وتثير هذه التكاليف المرتفعة المخاوف بشأن عودة التضخم، وخاصة في منطقة اليورو. رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته للتضخم الأساسي في منطقة اليورو لشهر مايو إلى 2.3٪ بسبب القفزة في تكاليف الشحن .

في استطلاع للباحثين أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: ارتبطت أزمة البحر الأحمر بأزمة غزة رغم أنه ليس من الواضح أن الحوثيين يفعلون ذلك فقط تضامناً مع القضية الفلسطينية، وقد منحت الأزمة الإنسانية الحوثيين غطاء لمواصلة هجماتهم، فقد انشغلت العديد من دول العالم في حسابات دبلوماسية وإستراتيجية للحفاظ على مصالحها في حركة النقل،  فالهند التي بات واضحاً أنها مؤيدة لإسرائيل تأثرت بدرجة كبير بسبب استخدامها البحر الأحمر في نقل صادراتها إلى البحر المتوسط،، وقد تحدثت الهند مع الحكومة الإيرانية واتخذت إجراءات إضافية لحماية صادراتها من الحوثيين، وكذلك الصين التي تعتمد بنسبة 95% على البحر في نقل صادراتها، لها أيضاً مصلحة قوية في البحر الأحمر والحفاظ على سلاسل الإمداد وهي في وضع دبلوماسي صعب. وقد تحفظت الصين على العمل العسكري الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية.

1K