دراسات أمنية

الدرونز .. الطائرات المسيرة العسكرية وحروب اليوم

14-Nov-2022

على مدى العقدين الماضيين، أصبحت مسيرات الدرونز أو الطائرات بدون طيار جزءاً لا يتجزأ من الجيوش. وتتراوح واجبات هذه الأنظمة من الضربات ضد الفصائل والجماعات من غير الدول في مناطق الصراع مروراً بالاستطلاع والتجسس، إلى المشاركة في الحروب التقليدية، كما هو حال الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

تعتبر هذه الطائرات جوهرة التكنولوجيا ذات الإمكانات غير العادية. وبالرغم من أنها تستخدم في الكثير من القطاعات، الاقتصادية والخدمية والصحية والترفيهية والفنية، اكتسبت الطائرات ذات الاستخدامات العسكرية الشهرة الأكبر في هذه الطائرات. لقد اكتسبت الأنظمة غير المأهولة مكانة أساسية في الجيوش في جميع أنحاء العالم، بعد أن ظهرت كأسلحة رخيصة ذات إمكانات عسكرية كبيرة. بالنسبة للعديد من الجهات الفاعلة غير الحكومية، وجعلت الطائرات المسيرة تكلفة التأثير الجيوسياسي أقل بشكل كبير.

وفي الواقع لم تعد المسيرات متاحة فقط للقوى العسكرية الرائدة، مثل أمريكا والصين، وكذلك إسرائيل التي طالما اشتهرت بامتلاكها تكنولوجيا عسكرية متقدمة على مستوى العالم. فالقوى الوسطى مثل إيران وتركيا لديها إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا الطائرات المسيرة وتبيع هذه الطائرات في الخارج. وكذلك بعد أن كانت العمليات العسكرية الجوية حكراً على الجيوش الرسمية، وخاصة المتقدمة، منحت الطائرات المسيرة هذه الميزة لفصائل ومليشيات وتنظيمات عسكرية من غير الدول أيضاً.

بدايات الظهور

المركبات الجوية المسيرة من دون طيار "UAV" هي طائرات لا يوجد على متنها طاقم أو ركاب. ويمكن أن تكون الطائرات المسيرة آلية أو مركبات موجهة عن بعد "RPV". ويمكن لها أن تحلق لفترات طويلة بمستوى تحكم من السرعة والارتفاع ولها دور في العديد من جوانب الطيران.

وبحسب موقع "متحف الحرب الإمبراطوري"، وهو متحف وطني بريطاني تابع للدولة، تم تطوير أول مركبات مسيرة في كل من بريطانيا وأمريكا خلال الحرب العالمية الأولى. وأول اختبار كان لطائرة بريطانية صغيرة يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، في حين حلق الطوربيد الجوي الأمريكي، المعروف باسم "KetteringBug" لأول مرة في أكتوبر 1918. وبالرغم من أن كلاهما أظهر نتائج واعدة في اختبارات الطيران، إلا أنه لم يتم استخدام أي منهما عملياً أثناء الحرب.

وخلال فترة ما بين الحربين، استمر تطوير واختبار الطائرات المسيرة من دون طيار. وفي عام 1935، أنتج البريطانيون عدداً من الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بُعد لاستخدامها كأهداف لأغراض التدريب، وفق "متحف الحرب الإمبراطوري".

يُعتقد أن مصطلح "الدرون" الذي بدأ استخدامه في هذا الوقت، مستوحى من اسم أحد هذه الطرازات "DH.82B Queen Bee". كما تم تصنيع الطائرات المسيرة التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو في أمريكا واستخدامها لممارسة التدريب. وتم نشر طائرات الاستطلاع المسيرة لأول مرة على نطاق واسع في حرب فيتنام. وبدأ استخدام الطائرات المسيرة أيضاً في مجموعة من الأدوار الجديدة، مثل العمل كشراك خداعية في القتال، وإطلاق الصواريخ على أهداف ثابتة وإلقاء المنشورات للعمليات النفسية. في أعقاب حرب فيتنام، وبدأت دول أخرى غير بريطانيا وأمريكا في استكشاف تكنولوجيا الطائرات المسيرة.

في السنوات الأخيرة، تم تطوير نماذج تستخدم تقنية مثل الطاقة الشمسية لمعالجة مشكلة تزويد الرحلات الطويلة بالوقود. وتتمتع الطائرات المسيرة الآن بالعديد من الوظائف، بدءاً من مراقبة تغير المناخ إلى إجراء عمليات البحث بعد الكوارث الطبيعية والتصوير الفوتوغرافي والتصوير وتسليم البضائع. لكن استخدامها الأكثر شهرة وإثارة للجدل هو من قبل الجيوش للاستطلاع والمراقبة والهجمات المستهدفة.

ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، زادت أمريكا بشكل كبير من استخدامها للطائرات المسيرة. ويتم استخدامها في الغالب للمراقبة في المناطق والتضاريس حيث لا تستطيع القوات الذهاب بأمان. لكنها تستخدم أيضاً كأسلحة.

وأثار استخدامها في النزاعات وفي بعض البلدان تساؤلات حول أخلاقيات هذا النوع من الأسلحة، خاصة عندما ينتج عنها وفيات مدنية، إما بسبب البيانات غير الدقيقة أو بسبب قربها من "الهدف".

أبرز مصدري الطائرات المسيرة

لا تزال أمريكا والصين وإسرائيل من بين أبرز مصدري الطائرات المسيرة وسط منافسة تركية. وبحسب دراسة نشرها مركز "China Power Project" في عام 2018، فإنه من حيث إجمالي مبيعات الطائرات المسيرة ، تتخلف الصين عن المصدرين الرئيسين. بين عامي 2008 و2018، وقادت أمريكا صادرات الطائرات المسيرة العالمية بإجمالي 292 طائرة مسيرة تم بيعها لشركائها في جميع أنحاء العالم. وتابعت إسرائيل عن كثب بيع 265 طائرة مسيرة ، في حين باعت الصين في الفترة نفسها 181 طائرة مسيرة إلى 13 دولة.

كما باعت تركيا في السنوات الأخيرة عشرات الطائرات المسيرة. وبحسب مقال نشره سونر جاغابتاي، الباحث بمعهد واشنطن، في مجلة "فورين أفيرز" في 27 إبريل 2022، فإن تركيا باعت نحو 35 طائرة مسيرة إلى أوكرانيا في السنوات القليلة الفائتة، وهو ما يعني أن تركيا قد تتمكن من منافسة الدول الثلاث المذكورة في السنوات المقبلة. كما تتحدث تقارير صحفية وتصريحات رسمية غربية وأوكرانية عن أن إيران صدرت عشرات الطائرات المسيرة إلى روسيا، وتتجه إلى مضاعفة ما صدرته إليها خلال الفترة المقبلة، وإن كان من الصعب تخيل تحول إيران إلى مُصدر رئيس للطائرات المسيرة في ظل العقوبات المفروضة عليها.

المسيرات الأمريكية

بعد تشغيلها الطائرات المسيرة مثل: "إم كيو1 بريداتور MQ1Predator" و"إم كيو9 ريبر Reaper 9MQ" منذ منتصف التسعينيات، أصبحت أمريكا رائدة في الأنظمة الحديثة المسيرة ولديها خبرة أكثر من أية دولة أخرى عندما يتعلق الأمر باستخدام طائرات عسكرية مسيرة. ومع ذلك، فإن المنافسة شرسة، والمخططون العسكريون ومصنعو الدفاع يخصصون بالفعل ميزانيات كبيرة للبحث والتطوير والاستحواذ في هذا القطاع.

لكن في المقابل، هناك تحذيرات من خبراء عسكريين أمريكيين، يرون أنه بينما يمتلك الجيش الأمريكي ترسانة ضخمة من الطائرات المسيرة، فإن فعالية هذه الطائرات غير مثبتة إلى حد كبير في أدوار تتجاوز مكافحة الإرهاب. ففي العراق وأفغانستان وسوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، زودت الطائرات المسيرة مثل "إم كيو1 بريداتور" و"إم كيو9 ريبر" أمريكا وحلفاءها بقدرات استخباراتية دقيقة، وغالباً ما تمكنت من الوصول إلى قادة الأعداء الذين كان من الصعب جداً استهدافهم بأسلحة أخرى، مثل قادة التنظيمات الجهادية، بالإضافة إلى القائد السابق لمليشيا "فيلق القدس"، قاسم سليماني. وهنا، يرى البعض أنه نظراً للالتزام الهائل للطائرات والأفراد الذي تتطلبه "الحرب الأمريكية الدولية على الإرهاب"، فقد أُجبرت الطائرات العسكرية الأمريكية المسيرة على تعلم القتال، والتحليق المستمر دون فرصة لمعالجة العيوب الأساسية في عمليات المهام والقيادة والسيطرة والاستهداف الحرجة لهذه الطائرات. فقد أثبتت الطائرات المسيرة دورها الحيوي في القتال التقليدي في أوكرانيا وناغورنو كاراباخ وليبيا وسوريا والعراق وأماكن أخرى، مما يدل على أن الطائرات المسيرة منخفضة السرعة وذات الارتفاع المتوسط لها دور يتجاوز بكثير مكافحة الإرهاب والتمرد، الذي لا يزال الهدف الرئيس لعمليات الطائرات المسيرة الأمريكية.

ففي حين تستعد أمريكا لاحتمال شن حرب ضد التهديدات القريبة من الأقران، والجهات الفاعلة غير الحكومية التي تدعمها الدولة، مثل "مليشيات إيران الإقليمية" يجب تغيير برنامج الطائرات المسيرة لتلبية هذه المتطلبات الجديدة. لضمان بقاء الطائرات المسيرة مكوناً قابلاً للتطبيق في القوة الجوية للتحالف، ولا تستطيع أمريكا الاعتماد على نجاحها السابق. وبدلاً من ذلك، يجب أن تستعد بنشاط للمستقبل.

أبرز المسيرات العسكرية الأمريكية

"إم كيو9 ريبر": هي طائرة مُسيرة مسلحة، تنتجها شركة "جنرال أتوميكس" الأمريكية، وتخدم في الخطوط الأمامية للقوات الجوية الأمريكية. وقامت أمريكا بتدشين أول سرب من هذه الطائرة في قاعدة "كريخ" للقوات الجوية في نيفادا عام 2006. وصُممت لتكون طرازاً متطوراً للمقاتلة السابقة طراز "إم كيو1 بريداتور"، وتتميز بقدرتها على حمل كم من الذخائر يتيح لها تحقيق مهام القنص والفتك بالأهداف المعادية. ولم تتخط قدرات "بريداتور" حمل أكثر من صاروخين من طراز "Hellfire" أو قنابل صغيرة الحجم، بينما يمكن لطائرات "ريبر" أن تحمل ضعف كمية صواريخ "Hellfire" والقنابل التي يصل وزنها إلى حوالي ربع طن.

"جنرال أتوميكس إم كيو 20 أفينجر": دخلت الخدمة في عام 2009. وتحل في المرتبة الثانية، في أعقاب "ريبر درون أفينجر من جنرال ديناميكس"، التي تعمل بالطاقة النفاثة وتتميز بمزيد من القدرة على التحمل وحمل أوزان من الذخائر تصل حتى نصف طن من القنابل.

تم الحصول على عدد محدود من "أفينجر" من قبل القوات الجوية للاختبار، ولكن نظراً لأنها لم تمثل ترقية كبيرة في القدرة على البقاء في المجال الجوي المتنازع عليه، لم يتم اعتمادها كمتابعة مناسبة. وعلى هذا النحو، تظل "ريبر" الطائرة المسيرة الرئيسة التي تستخدمها القوات الأمريكية.

"آر كيو 4 غلوبال هوك": تم إطلاقها لأول مرة في عام 1998. ولا تزال إصدارات "غلوبال هوك"، من إنتاج "نورثروب غرومان"، رائدة في مجال الطائرات المُسيرة بفضل الحرص على إدخال التحسينات المستمرة. وتضمنت التحديثات وعمليات التطوير لمركبات "غلوبال هوك" ذاتية القيادة أجهزة الرادار المصفوفة الممسوحة ضوئياً النشطة "AESA" وأجهزة الاستشعار المحوّرة المحسّنة.

تستخدمها القوات الجوية الأمريكية كطائرة تجسس واستطلاع، واُسقطت طائرة من هذا النوع من جانب إيران في يونيو 2019؛ بواسطة منظومة الدفاع الجوي الإيرانية من طراز "رعد خرداد"، وقيل إن الصاروخ المستخدم كان صاروخ "صياد". وبحسب تقارير صحفية أمريكية فقد "أصبحت قوات البحرية الأمريكية تمتلك حالياً ثلاث طائرات فقط من طراز طائرات التجسس المسيرة ، والتي يُطلق عليها طائرات الاستطلاع البحري واسع النطاق "737 BAMS-D"، "وهي نسخة بحرية من آر كيو4 غلوبال هوك بعد إسقاط إيران واحدة". وبحسب هذه التقارير، تباع طائرة "آر كيو 4 غلوبال هوك" واحدة بأكثر من 200 مليون دولار، بحساب تكلفة أجهزة الاستشعار الخاصة بها. ويتحكم المشغلون في الطائرة المسيرة من محطات العمل على الأرض، ويرسلون الأوامر عبر الأقمار الاصطناعية إلى الطائرات المسيرة، "ديلي بيست الأمريكية، 20 يونيو2019".

ولكن يعتقد الخبراء أن استمرار شراء مركبات "غلوبال هوك" المُسيرة والحرص على تطويرها وترقيتها، يعد دليلاً على أنها مازالت واحدة من أفضل الطائرات المُسيرة في العالم. وأثبتت طائرات "غلوبال هوك" أيضاً موثوقيتها مرات لا تحصى خلال العقدين الماضيين، وبما أن الموثوقية هي سمة أساسية لـ"الدرون"، فإن سجل "غلوبال هوك" في هذه المساحة يجعلها رائدة على مستوى العالم. "ناشيونال إنترست الأمريكية، 28 إبريل 2021".

كذلك هناك طائرات غير معروفة مثل سابقاتها، "لوكهيد مارتن ديزيرت هوك" "LockheedMartinDesertHawk، صقر الصحراء"، وهي طائرة مصغرة تطير من دون طيار تقوم بحماية المواقع العسكرية. صممتها شركة "لوكهيد" بطلب من سلاح الجو الأمريكي. في عام 2002. وهي تطلق بواسطة حبل مطاط وتحمل ثلاث كاميرات تصوير وتطير لمدة ساعة. وتطير بشكل ذاتي دون تدخل ويستطيع الجندي مراقبة طيرانها بواسطة الحاسوب وتم تطوير الطائرة لإنتاج طراز محسن هو "لوكهيد ديزرت 3".

المسيرات الصينية

إن التطور التكنولوجي للصين، المدعوم جزئياً بسنوات من التعاون مع صناعة الدفاع الروسية، وضع صناعة الدفاع الصينية في طليعة تقنيات الحرب الجديدة مثل الطائرات المسيرة. بالرغم من أن الصين ما زالت متأخرة عن أمريكا على صعيدي التقنية والاستثمار في ترسانتها العسكرية، إلا أن خبراء يقولون إن بكين بدأت تعوّض تأخرها هذا، ولعل قطاع الطائرات المسيرة أبرز مثال على تقدم الصين التي طرحت نفسها مورداً بديلاً للطائرات المسيّرة المتطوّرة والأقل تكلفة.

اختبرت الصين أول طائرة مسيرة، تسمى Li- Jian Sword" Sharp" في أواخر عام 2013. وبحسب خبراء دفاع أمريكيين فإن أحد أهداف الصين هو الاستيلاء على جزء كبير من السوق، وهي تستهدف بشكل خاص الأسواق التي يوجد فيها الروس في وسط جنوب وجنوب شرق آسيا. كما يرى الخبراء أن بكين ستواصل تشكيل اتجاه وشخصية هذه السباقات الإقليمية، حيث يتوقع أن تحل الصين محل روسيا في السوق الإفريقية أيضاً. "مجلة القوات الجوية الأمريكية، 6 يونيو 2022".

وهناك اليوم، أكثر من 30 دولة لديها طائرات مسلحة مسيرة، والتي تم تسهيل انتشارها بشكل كبير من خلال حرص الصين على بيعها إلى أية دولة ترغب في شرائها، ودون فرض أية قيود مماثلة للقيود التي تفرضها أمريكا أو إسرائيل. وقد أثبت الشرق الأوسط أنه سوق مربح لأنظمة الطائرات المسلحة المسيرة للمقاولين العسكريين الصينيين. بالإضافة إلى عدم وجود قيود صينية على بيعها وإلى سعرها الجذاب، فإنها تلبي نسبياً حاجة فورية ورغبة من جانب الدول الشرائية التي تواجه تحديات أمنية فورية. على سبيل المثال، هذه الطائرة تلبي احتياجات الدولة، من حيث جمع المعلومات الاستخبارية في ساحة المعركة، وتتبعها، والمراقبة، ودوريات الحدود، وأنشطة مكافحة المخدرات ومكافحة الإرهاب، والاشتباكات مع أهداف صغيرة ومهارة في مجموعة متنوعة من بيئات المعارك. "معهد الدراسات السياسية الدولية الإيطالي، 1 مارس 2020".

كانت طائرات "ChangHong-3CH-3" والطائرات من دون طيار   "4Rainbow-CH" الأطول، وهي طائرات مسيرة قتالية أقل تكلفة ولكن ذات جودة منخفضة نسبياً مقارنة بطائرات "ريبر" الأمريكية. وأثبتت "WingLoongI" أنها مثالية لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نظراً لاستمرار نشاط قوة المتمردين المحلية ورغبة الحكومة في استجابة سريعة وفعالة. وتم تصدير سلسلة الطائرات من دون طيار "Caihong"، وهي واحدة من المركبات غير المأهولة الرائدة في البلاد، إلى دول مثل الجزائر والمملكة العربية السعودية. كما اشترى الجيش الملكي المغربي، في أكتوبر 2022، طائرات من دون طيار عسكرية متقدمة من الصين كجزء من جهوده المستمرة لتعزيز قدراته الدفاعية الجوية. من بين الأنظمة التي ورد أنه تم شراؤها كانت الطائرة من دون طيار "WingLoongII". ووفقاً لوسيلة الإعلام المغربية أخبار العالم، ومقرها الرباط، فإن الطائرات من دون طيار "WingLoongII" ستحل محل نوع قديم من الطائرات من دون طيار الصينية في مخزون الجيش الملكي المغربي. "ديفينس بوست، موقع دفاعي أمريكي، 4 أكتوبر 2022".

أبرز المسيرات العسكرية الصينية 

تحتوي ترسانة الصين الحالية من الطائرات المسيرة على طائرات "CH-3" و"CH-4" سهلة البناء، بالإضافة إلى طائرات "WingLoongI" و"WingLoongII". وقد كشف تقرير نقله تلفزيون "CCTV" الصيني، في أغسطس 2022، أن "AR-500CJ"، وهي طائرة هليكوبتر خفيفة الوزن محمولة على متن السفن طورتها شركة صناعة الطيران الصينية، يمكن استخدامها في التطبيقات العسكرية والمدنية، مثل البحث والإنقاذ البحري. وخلال رحلتها الأولى في مقاطعة جيانغشي بشرق الصين، قامت بإقلاع وهبوط وتحليق. ومن المقرر أن تخضع لرحلات اختبار وظيفية وأداء وستخضع لتقييم فني في عام 2023.

"WingLoongII": طائرة مسيرة متوسطة الارتفاع، تنتجها "Chengdu AircraftIndustryGroup". كان هدف الطائرة في  الأصل هو دعم مهام المراقبة والاستطلاع، لكن لاحقاً تم تزويدها بقدرة هجوم جو- أرض كما تم تعزيز قدرتها على تحمل الطيران لمدة أقصاها 20 ساعة. ويسمح محركها المزود بشاحن توربيني للطائرة المسيرة بأن تصل سرعتها القصوى إلى 370 كيلومتراً "229 ميلاً" في الساعة. 

المسيرات الإسرائيلية

استخدمت إسرائيل  الطائرة المسيرة عام 1969 للتجسس على جارتها مصر. وكانت الطائرة متصلة بكاميرا وتم التحكم فيها عن بعد. لاحقاً، أصبح استخدام هذه الطائرات أكثر شيوعاً، واستعانت بها إسرائيل خلال الحرب في لبنان عام 1978، لكنها لم تكن متطورة تقنياً. بعد نصف قرن، أصبحت إسرائيل قوة عالمية في صناعة الطائرات المسيرة وتنافس في هذا المجال أمريكا والصين. وصنفت إحدى الدراسات في العام 2013 إسرائيل كأكبر مصدّر للطائرات المسيرة في العالم، بحسب ما نقلت عن السلطات المحلية. ومنذ ذلك الحين، زادت أمريكا بشكل كبير صادراتها من "غلوبال هوك"، وهي طائرة مسيرة متطورة الأداء ومرتفعة التكلفة. كما زادت من صادراتها من طائرات "بريداتور" التي تباع في الأسواق الأوروبية بشكل خاص، ما جعلها تتقدم على حليفتها إسرائيل. "وكالة الصحافة الفرنسية، 28 نوفمبر 2019".

وطالما استخدم الجيش الإسرائيلي الطائرات المسيرة لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على التظاهرات الفلسطينية، أو لمراقبة مواقع حزب الله في لبنان، أو لضرب مقار تابعة للجهاد الإسلامي أو غيرها في قطاع غزة. "الحرة الأمريكية، 29 نوفمبر 2019)". لكن استخدام هذه الطائرات تغير مع بدء إسرائيل بعمليات جوية مكثفة ضد إيران، وداخل الأراضي الإيرانية، حيث تشير العديد من التقارير والمصادر الحكومية الغربية والإقليمية إلى أن إسرائيل  نفذت غارات عديدة ضد أهداف عسكرية ونووية وغيرها داخل إيران خلال السنوات الفائتة.

ويشغل المناصب العليا في الشركات الإسرائيلية المصنعة للطائرات المسيرة مسؤولون عسكريون واستخباراتيون سابقون أصبح الكثير منهم مؤسسين أو مهندسين في الشركات المحلية الناشئة. فعلى سبيل المثال، كان رونين ندير، قائداً عسكرياً متخصصاً في تطوير الصواريخ قبل تأسيس شركته "بلو بيرد آيرو سيستمز"، والتي تبيع الطائرات المقاتلة المسيرة في جميع أنحاء العالم، ومنها "في تول"، وهي طائرة مسيرة  تقلع وتهبط عمودياً مثل المروحيات ولكن بأجنحة لتحسين السرعة. ويقول ندير: "عندما تقوم شركة أمريكية بتطوير طائرة صغيرة مسيرة  ثم يستخدمها المارينز في العراق أو أفغانستان، فإن الأمر يستغرق بضع سنوات ما بين تطوير النظام واستخدامه في ساحة المعركة". أما في إسرائيل، فإن "كل العاملين في هذه الصناعة هم جنود وضباط سابقون في الجيش". ويوضح ندير أن "المهندسين العاملين على تطوير الأنظمة هم في الاحتياط، ويقومون في الواقع باختبار هذه الطائرات في الخدمة الفعلية على الأرض. وعندما يعودون إلى المكتب، يعطون تقييماً فورياً لما اختبروه". "وكالة الأنباء الفرنسية، 28 نوفمبر2019".

أبرز المسيرات العسكرية الإسرائيلية 

"هيرون": تعد طائرة "هيرون Heron"، التي تنتجها شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، مركبة جوية مسيرة متوسطة الارتفاع "لمهام استراتيجية وتكتيكية"، وفقاً لموقع الشركة. وتتميز الطائرة المسيرة  بوقت طيران أقصى يصل إلى 45 ساعة، وأقصى ارتفاع 35 ألف قدم "10.5 كيلومتر"، وقدرة حمولة تصل إلى 470 كيلوغراماً.

تم تصميم "هيرون" لتنفيذ مجموعة متنوعة من المهام الاستراتيجية، بما في ذلك العمليات الهجومية، وجمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع، وفي أي تضاريس، بما في ذلك الغابات أو الأدغال أو المستنقعات، في البحر أو فوق المناطق الحضرية. "ديفينس بوست الأمريكي، 9 أغسطس 2022". وبحسب الموقع الرسمي لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، فإن "هيرون" "تخدم حالياً أكثر من 20 عميلاً (دولة) رائداً عالمياً في مجموعة واسعة من أنواع المهام".

"هيرميس 900": تعد "هيرميس 900" "Hermes900"، من إنتاج شركة "إلبيت سيستمز"، طائرة مسيرة  متوسطة الحجم، وتتمتع بقدرة تحمل الطيران لأكثر من 36 ساعة وبارتفاع يصل إلى 30 ألف قدم "9144 متراً" ويمكن أن تحمل حمولة قصوى تصل إلى 350 كيلوغراماً "771.62 رطل"، وفقاً لموقع الشركة الإلكتروني.

تستخدم "هيرميس 900" في العديد من البلدان بما في ذلك سويسرا والاتحاد الأوروبي وكندا والفلبين، وكذلك تايلاند التي اشترت هذه الطائرات بعد أن اشترت في عام 2017، طائرة مسيرة  من طراز "هيرميس 450" من "إلبيت سيستمز"، وهو الطراز السابق لطائرة "هيرميس 900". "رويترز البريطانية، 21 سبتمبر 2022".

المسيرات التركية

كشفت تركيا، في أكتوبر 2022، النقاب عن طائرة جديدة من الطائرات المسيّرة الانتحارية أطلقت عليها اسم "دلي"، وذلك بعد نحو عامين من العمل على هذا المشروع. وعُرضت النسخة الأولى من الطائرة في معرض "ساها إكسبو 2022 للدفاع والطيران"، الذي استضافته مدينة إسطنبول. ووفقاً لشركة "تيترا" التركية التي عملت على تصنيع هذه الطائرة بالتعاون مع رئاسة الصناعات الدفاعية، فإن الطائرة تتميز بسهولة في النقل والتشغيل ويمكن أن تصبح جاهزة للاستخدام في أقل من 15 دقيقة. ويمكن أن تصل السرعة القصوى للمسيّرة "دلي" إلى 180 كيلومتراً في الساعة، كما تقول الشركة المصنعة إن الطائرة المزودة بأجهزة لمكافحة التشويش باستطاعتها تنفيذ عمليات على ارتفاع أقصى يبلغ 3500 متر. "وكالة الأناضول التركية، 26 أكتوبر 2022".

وهناك شركتان رئيستان لتصنيع الطائرات المسيرة  في تركيا. شركة "بايكار ديفينس"، التي تصنع طائرة "بيرقدار أقنجي" وطائرة "بيرقدار تي بي 2" التي يكثر عليها الطلب حالياً. وهناك روابط عائلية وثيقة بين المدير الفني للشركة سلجوق بيرقدار والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. إذ يرأس شقيقان شركة "بيكار" التي تنتج مسيرات "بيرقدار تي بي 2"، وهما الرئيس التنفيذي خلوق بيرقدار وشقيقه سلجوق بيرقدار كبير مسؤولي التكنولوجيا، والأخير هو زوج سمية ابنة الرئيس أردوغان. أما الشركة الرئيسة المصنعة الأخرى فهي شركة الصناعات الجوية التركية، التي تصنع طائرة "تاي أنكا" وطائرة "تاي أكينجي" المسيرتين. ووفقاً لأردا مولود أوغلو، فإن القوات المسلحة ووكالات الأمن التركية تستخدم 150 من تلك الطائرات المسيرة، "بالإضافة إلى عدد ضخم من طائرات المراقبة الصغيرة، وطائرات "كاميكازي التي تحمل مواد متفجرة". "بي بي سي  البريطانية، 8 فبراير 2022".

تتفوق تركيا على الكثير من الجيوش الغربية، فيما يتعلق بقدرات الطائرات المسلحة من دون طيار. ويقال إن جيشها يدير أكثر من 140 من "بيرقدار تي بي 2"، وذلك مقارنة مع بريطانيا، التي تمتلك أسطولاً من الطائرات المسيرة  من 10 طائرات "ريبر" أمريكية الصنع يبلغ عمرها عقدين من الزمن. والقوات الجوية الملكية الأسترالية التي تمتلك أسطولاً صغيراً مماثلاً من الطائرات المسيرة - لا يحتوي على طائرات مسيرة مسلحة. "المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، 19 إبريل 2022".

كما يُنظر إلى تركيا على أنها الدولة الأكثر نجاحاً في الشرق الأوسط عندما يتعلق الأمر باستخدام الطائرات المسيرة، ودمجها في عملياتها العسكرية لتعزيز طموحاتها عبر مجموعة من المسارح الاستراتيجية من سوريا وليبيا إلى أذربيجان. وبسبب مشاكلها الاقتصادية، فضلت تركيا الطائرات المسيرة ذات التكلفة المنخفضة نسبياً والمنتجة محلياً على البصمة العسكرية التقليدية لمتابعة الأهداف الاستراتيجية لسياستها الخارجية النشطة. وأتقنت القوات المسلحة التركية عمليات الحرب الجوية في ليبيا وسوريا وأذربيجان من خلال نشر طائراتها من دون طيار. وفي أوكرانيا، بدأت كييف في تلقي شحنات طائرات مسيرة تركية في عام 2019. وأكد سلاح الجو الأوكراني أن قواته نفذت عدة ضربات ناجحة ضد قوافل المركبات العسكرية الروسية باستخدام طائرات من دون طيار تركية الصنع. كما أدت ضربات الطائرات المسيرة دوراً رئيساً في إثيوبيا، حيث ساعدت في تعزيز موقف حكومة أديس أبابا ضد متمردي جبهة تحرير تيغراي الشعبية. 

وتحصل الدول الإفريقية بشكل متزايد على طائرات تركية مسيرة لمحاربة الجماعات المسلحة، بحسب ما كتبه المحلل بول ميلي. فقد شهدت الأشهر الفائتة تسليم شحنة من طائرات "بيرقدار بي 2" إلى دولة توغو الواقعة في غرب إفريقيا، والتي تكافح من أجل كبح تسلل المقاتلين الجهاديين الذين ينتقلون جنوباً من بوركينا فاسو. وحصلت النيجر في مايو الماضي على مجموعة من هذه الطائرات متعددة الاستخدامات وبأسعار معقولة لعملياتها العسكرية ضد الجماعات المتمردة في منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى وحول بحيرة تشاد. ومن بين العملاء الأفارقة الآخرين المغرب وتونس بينما أعربت أنغولا أيضاً عن اهتمامها.

وبالنسبة للمشترين الأفارقة، وخاصة البلدان الفقيرة، توفر الطائرات المُسيرة الفرصة لتكوين قوة جوية كبيرة دون التكلفة الباهظة للمعدات وسنوات من تدريب النخبة المطلوبة لتطوير قوة هجوم جوية تقليدية للطائرات المأهولة. ويُمثل ذلك عامل جذب خاص لدولتين مثل النيجر وتوغو اللتان تواجهان التحدي المتمثل في كبح جماح الجماعات المتنقلة من المسلحين الإسلاميين الذين يعسكرون في الأدغال ويتحركون بسرعة عبر التضاريس الوعرة على متن دراجات نارية لنصب الكمائن ويشنون هجمات مفاجئة على نقاط الجيش والدرك المعزولة والمعابر الحدودية والتجمعات المدنية. "بي بي سي البريطانية، 25 أغسطس 2022".

أبرز المسيرات العسكرية التركية 

"بيرقدار تي بي 2": تعتبر أبرز طائرة مسيرة تركية ذات تقنية منخفضة ووزن خفيف نسبياً، وتزن ثُمن طائرة "ريبر" الأمريكية عالية التقنية من دون طيار، وتكلف سدس سعر "ريبر" البالغ 32 مليون دولار أمريكي، ويمكنها التحليق لحوالي 24 ساعة مع حمولة مكونة من أربع ذخائر صغيرة موجهة بالليزر. ومع ذلك، يحذر خبراء الطائرات المسيرة من أنه رغم نجاحاتها، فإن "بيرقدار تي بي 2" ليست سلاحاً "معجزة" كما تحاول أنقرة تصويرها. فمن بين أكثر من 1400 مركبة عسكرية روسية مدمرة في أوكرانيا حتى منتصف إبريل 2022، استهدفت "بيرقدار تي بي 2" عدداً ضئيلاً منها. وتم تدمير العديد من هذه الطائرات في ليبيا وسوريا وتم إسقاطها في أوكرانيا بواسطة صواريخ سام الروسية. "المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، 19 إبريل 2022".

المسيرات الإيرانية

منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، ركزت طهران على بناء قدراتها العسكرية، والطائرات المسيرة لم تكن استثناءً، بل تحولت إلى أحد أبرز أولويات الصناعة العسكرية الإيرانية. ففي اعتبار أن طهران عانت باستمرار من العقوبات الدولية وافتقرت إلى القوة الجوية الحديثة في السنوات التي أعقبت الثورة، قدمت الطائرات المسيرة دفعة مهمة للقوة الجوية الإيرانية ووكلائها الإقليميين. 

على مدى عقود، عززت إيران إنتاج الطائرات المسيرة لكل من عمليات المراقبة والهجوم. وتزامن توسيع قدرات الطائرات المسيرة الإيرانية مع اندماجها في استراتيجية طهران العسكرية في الشرق الأوسط، حيث زودت إيران وكلاءها الإقليميين مثل مليشيات حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي بطائرات مسيرة في سوريا واليمن والعراق ولبنان. وقدمت تصميمات الطائرات المسيرة الإيرانية المعرفة اللازمة لوكلاء طهران لبناء قدرات الطائرات المسيرة الخاصة بهم، والتي دمجت التصميمات الإيرانية مع الأسلاك الصينية والكاميرات التجارية وأجهزة الاستشعار والمحركات من الشركات المصنعة الدولية، (معهد الشرق الأوسط في واشنطن، 7 يونيو 2022").

وفي خضم هذا التطور، أنتجت صناعة الطائرات المسيرة في إيران مجموعة كبيرة من النماذج الاستطلاعية والهجومية والانتحارية، والتي تمّ تصدير بعضها إلى دول أخرى "على سبيل المثال، إثيوبيا وطاجيكستان وفنزويلا". ففي أكتوبر 2013، قدّمت القوة الجيوفضائية في "الحرس الثوري" الإيراني طائرة "ياسر" - وهي طائرة استطلاع صغيرة مسيّرة على طراز طائرة "سكان إيغل" الأمريكية - هدية إلى قائد القوات الجوية الروسية أثناء زيارته لإيران، قبل أن تصبح هذه الطائرات موضوع علاقات طهران وموسكو اليوم.

أبرز المسيرات العسكرية الإيرانية 

"شاهد 129": تعادل  الطراز الأمريكي "بريداتور" والصيني "وينغ لونغ"، وهي طائرة مسيرة  قتالية تم تطويرها للرصد والهجوم من مسافة بعيدة. وتعتبر طائرة استطلاع وهجوم مسيرة تتمتع بقدرة تحليق طويلة "تصل إلى 24 ساعة وفقاً لبعض التقارير"، وحمولة قصوى تصل إلى 400 كلغم، ويصل مداها الفعلي إلى نحو 2000 كيلومتر عند استخدامها عبر محطات ترحيل برية أو جوية "تفتقر نسختها الأساسية إلى قدرة الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية".

"مهاجر 6": أدخلتها إيران في ترسانتها للطائرات المسيرة منذ عام 2017، وسلمت العديد منها إلى إثيوبيا وفنزويلا. هي طائرة متوسطة المدى، يبلغ مداها 200 كم، وقدرة تحليقها 12 ساعة. ويستخدم هذا النوع من الطائرات في كل من الضربات الاستطلاعية والانتهازية، وتمتاز بأنها خفيفة جداً. وتم تجهيزها بأربعة صواريخ موجهة بالليزر يبلغ وزنها الإجمالي 40 كيلوغراماً، وتكون هجماتها موجهة بشكل خاص ضد العربات المدرعة أو مستودعات الأسلحة. ويبلغ طول هذا النموذج 5.5 متر، وهو أصغر من "شاهد 129"، الذي يعد الأقرب منه من حيث التقنيات. وهي أقرب طائرة مسيرة إيرانية إلى طراز "بيرقدار2" التركية.

"شاهد 191": تتكون هذه الطائرة من جناح واحد، وتُستخدم بشكل أساسي في مهام المراقبة، ويمكنها التحرك بسرعة 300 كلم/ساعة والصعود إلى 7600 متر. كما أنها قادرة على حمل صاروخين مضادين للدبابات. ومن الناحية النظرية، يصعب على الدفاعات الجوية اكتشافها، لكن إسرائيل أسقطت العديد من هذه الطائرات دون صعوبة واضحة. "الحرة الأمريكية، 23 يوليو 2022".

"شاهد 136": في نهاية عام 2020، كشفت إيران عن نوع جديد من طراز "شاهد"، أعطته الرقم التسلسلي 136. هذه المسيرة انتحارية، هدفها الاقتراب من الهدف والانفجار أمامه. وتم تطوير الطائرات الانتحارية المسيرة على نطاق واسع من قبل أمريكا أولاً، ثم اتبعت إيران هذا النهج وصنعت هذا النموذج المناسب للضربات الاستراتيجية في الحروب. وتم تسليم طائرات "شاهد 136" إلى الحوثيين في اليمن. ومن المعروف أن مدى هذه الطائرات يبلغ 2000 كيلومتر ومجهزة بعبوة ناسفة، تسمح لها بالتفجير الذاتي.

"أبابيل 3": طائرة مسيرة ذات مدى متوسط، يتراوح بين 50 و100 كيلومتر. يستخدمها حالياً الحرس الثوري والجيش الإيراني. وكان هذا النوع قيد الإنتاج في منشأة "شاهين شهر" التابعة لـ"شركة صناعة الطائرات الإيرانية" بالقرب من أصفهان منذ عام 2010 على أقل تقدير، ولكن من غير المعروف ما هي نسبة الطائرات المسيّرة الجديدة ضمن طلبية روسيا. 

ونشر الجيش الإيراني الكثير من هذه الطائرات المسيّرة من طراز "أبابيل 3" الأصلية، والنسخة المحدثة قليلاً منها A3N""، ونموذج "أبابيل 4"، وذلك لاستخدامها لتنفيذ هجمات ولأغراض المراقبة/رصد المدفعية. وبالنسبة للهجمات المفاجئة، يمكن لطائرة "أبابيل 3" مسيرة حمل قنبلتين موجهتين صغيرتي القطر من نوع "قائم" تتمتعان برأس حربي وزنه 1.7 كيلوغرام وبمدى يصل إلى 6 كيلومترات، أو صواريخ "ألماس" الموجهة المضادة للدروع بمدى يصل إلى 8 كيلومترات. ويصل المدى الأقصى للطائرة المسيرة إلى 250 كيلومتراً، ويمكن أن تحلق لفترة تصل إلى 8 ساعات وعلى ارتفاع 5 كيلومترات وفقاً لبعض التقارير. 

 وتعمل طائرة "أبابيل 3" المسيّرة بمحرك "MD550" رباعي الأسطوانات من صنع شركة "مادو"، وهي نسخة أقل جودة من محرك "L550e"، من صنع شركة "ليمباخ" الألمانية، وتستخدم قطعاً صينية وتُجمع في الصين. "معهد واشنطن، 1 أغسطس 2022".

المسيرات الروسية

حصلت روسيا على طائرات مسيرة أجنبية في عام 2010، حيث أقامت موسكو شراكة ثنائية مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية لإنتاج طائرة مسيرة متوسطة الحجم للشركة محلياً تحت اسم "MkII"، والتي أعاد الروس تسميتها إلى "فوربوست Forpost". لكن الحكومة الإسرائيلية أوقفت الصفقة في 2016 بضغط من أمريكا. ودفع هذا روسيا إلى توطين خط إنتاج الطائرة المسيرة بالكامل وتطوير نسخة قتالية مطورة من النظام "Forpost-R"، والتي ظهرت في أوكرانيا. بمعنى ما، كان التعاون مع إسرائيل أساسياً في إطلاق برنامج روسيا للطائرات المسيرة.

ومنذ ذلك الوقت، سعت روسيا إلى أن تصبح قوة رئيسة في مجال الطائرات المسيرة، وتعمل مجموعة "كرونشتات" حالياً لإكمال خط الإنتاج الحديث الأول في البلاد لصناعة طائرات مسيّرة كبيرة في دوبنا. ورغم ذلك، نظراً لأن وتيرة تطوير موسكو لهذا القطاع كانت بطيئة، فقد لجأت إلى طهران لتلبية احتياجاتها العاجلة من الطائرات المسيّرة في أوكرانيا، والتي تشمل نماذج استطلاعية حربية وربما حتى الطائرات المسيّرة الانتحارية. "معهد واشنطن، 1 أغسطس 2022".

يعد برنامج الطائرات المسيرة الروسي متأخراً عن نظرائه من حيث الجودة، ومن بينهم إيران، خاصة فيما يتعلق بالأنظمة المسلحة، وله تأثير محدود فقط في أوكرانيا. وتم تدمير الطائرات الروسية المسيرة  مثل "Eleron-3" و"Orlan-10"، وكلاهما من الطائرات المسيرة التكتيكية المستخدمة للاستخبارات والمراقبة واكتساب الأهداف والاستطلاع بسبب أنظمة الحرب الإلكترونية الأوكرانية والدفاعات الجوية قصيرة المدى المحمولة على الكتف. وفي الوقت نفسه، لا تمتلك روسيا سوى عدد قليل من المنصات المتطورة مثل طائراتها القتالية المسيرة "إنوخوديتس-آر يو" وقد استخدمتها باعتدال، مما أدى إلى نتائج متواضعة. كما أن طائرات الذخائر المحلية المتسكعة في البلاد مثل "زالا/كلاشنكوف كاي يو بي"، القادرة على حمل حمولة تفجيرية 3 كيلوغرامات، وضرب أهداف في نطاق 40 كيلومتراً- لديها معدل فشل مرتفع.

يمكن لروسيا استبدال طرازات مثل "Eleron-3" و"Orlan-10" بسرعة، بما في ذلك الطائرات المسيرة الجاهزة للاستخدام الجماعي. لكنها لا تستطيع فعل ذلك مع منصات الضربة المتقدمة التي تحتوي على أجزاء عالية التقنية وتستغرق وقتاً أطول لتصنيعها، وهي مشكلة تتفاقم مع تقييد العقوبات الغربية بشكل متزايد من وصول روسيا إلى المكونات الأجنبية الصنع. فرغم أنه لا ينبغي التقليل من أهمية مرونة صناعة الدفاع الروسية، يرجح أن تفقد الكثير من قدرتها على المدى المتوسط إلى الطويل. فعلى سبيل المثال، صادرت سلطات الجمارك الإيطالية، في ربيع العام الجاري، عدة حاويات تحتوي على مكونات أمريكية الصنع لطائرات مسيرة تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات.

تطوير المسيرات في دول الاتحاد الأوروبي

لا تزال أوروبا متأخرة جداً عن الدول الرائدة في مجال صناعة الطائرة المسيرة ذات الأغراض العسكرية. ويعد مشروع "يورودرون Eurodrone"، أحد أبرز الجهود الأوروبية في هذا المجال، وهو برنامج يقوده "كونسورتيوم" من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا على أن تنفذه كبرى الشركات الأوروبية العملاقة. وعانى المشروع من عملية إبطاء بسبب قضايا سياسية وحقوقية وغيرها، حيث من المتوقع تسليم أول شحنات من الطائرات المسيرة لهذا المشروع في عام 2029، بعد 15 عاماً من إطلاق المشروع، على أن يتم إنتاج 60 طائرة في البداية وتسليمها إلى الدول الشريكة الأربعة.

وقال المدير العام لمجموعة الفضاء الإيطالية في يناير 2022، إن شركة "ليوناردو" الإيطالية ستصنع أجزاءً من الطائرة المسيرة الأوروبية، بعد أن قدمت إسبانيا دعمها للبرنامج. وكانت موافقة إسبانيا آخر ضوء أخضر مطلوب. وسيتم أيضاً بناء النظام الجوي المسير، وهو مفتاح لأنظمة الطائرات القتالية الأوروبية المستقبلية، من قبل شركتي "إيرباص" و"داسو". وستكون الطائرة المسيرة الأوروبية المستقبلية، بطول متوقع يبلغ حوالي 16 متراً ويبلغ طول جناحيها أقل بقليل من 30 متراً، قادرة على البقاء في الجو لأكثر من 24 ساعة على ارتفاعات تبلغ حوالي 13 ألف متر لمراقبة الوضع على الأرض باستخدام أجهزة استشعار مثل الرادارات وأجهزة الاستشعار وكاميرات الأشعة تحت الحمراء. "رويترز البريطانية، 27 يناير 2022". 

وتهدف طائرة "يورودرون" إلى التنافس مع الطائرات الأمريكية المسيرة مثل "ريبر" و"بريداتور" والطائرات المسيرة الإسرائيلية "هيرون" و"هيرمس"، وكذلك "بيرقدار" التركية. وتكمن قوة "يورودرون" في أنها منتج أوروبي بالكامل، ما يدعم جهود الأوروبيين في تعزيز استقلالهم في المجالين الدفاعي والعسكري "Investigate Europe، موقع أوروبي، 31 مارس 2022".

المسيرات البريطانية

تعتبر بريطانيا رائدة في صناعة طائرات التجسس صغيرة الحجم، مثل "بلاك هورنت نانو". وقد أعلنت لندن في أغسطس 2022، أنها ستقوم بتزويد أوكرانيا بمئات من "الطائرات الصغيرة" من نوع "بلاك هورنت نانو"، بحيث يمكنها الطيران على بعد أقدام من الجنود الروس ودخول المباني للتجسس على مواقعهم.

وتقوم "بلاك هورنت نانو"، التي تنتجها شركة "بلاك هورنت"، بمهام تجسس، وهي صامتة بدرجة كافية بحيث يمكنها دخول المركبات دون أن يتم اكتشافها"، حسب وصف صحيفة "ديلي تيلغراف" البريطانية. واستخدمت القوات البريطانية لأول مرة طائرات "بلاك هورنت" التي يبلغ قطرها ستة بوصات، والتي تبدو وكأنها لعبة طفل، خلال غزو أفغانستان. ويبلغ مدى الطائرات المسيرة المصغرة 1.2 ميل، وبسرعة قصوى تبلغ 11 ميلاً في الساعة، ورؤية ليلية، ومدة طيران تصل إلى 25 دقيقة. "ديلي تيلغراف البريطانية، 24 أغسطس 2022".

تكلفة تطوير وانتاج المسيرات

يجادل الكثير بأن "تكنولوجيا الطائرات المسيرة التجارية متاحة على نطاق واسع بحيث يمكن لأي شخص بناء طائرة من دون طيار هجومية يدوية الصنع مقابل بضع مئات من الدولارات، وبعض الجماعات الإرهابية لديها". ومن هنا، فإن التأثير الحاسم للطائرة المسيرة ليس مفاجئاً مقارنة مع تكلفته، حيث تمنح الدولة قوة جوية بثمن بخس. ويمكن للدول والجماعات غير الحكومية التي لا تستطيع شراء طائرات مقاتلة، شراء طائرات مسيرة، وفي حين أن الطائرات المسيرة ليست قادرة مثل الطائرات المقاتلة، فإنها تتيح للجهات الفاعلة الوصول إلى بعض القوة الجوية. إلى جانب التقنيات الرقمية التي تتيح مراقبة عالية الدقة وضربات دقيقة، ويمكن للطائرات المسيرة أن تكون قاتلة للغاية للقوات البرية.

لكن بخلاف الصين وتركيا وإيران التي تمتلك ميزة بيع الطائرات بأسعار منخفضة نسبياً، يعتبر برنامج "يورودرون" مكلفاً، ويتوقع أن تكون أسعار منتجاته المنتظرة من الطائرات المسيرة مرتفعة، كما هو حال المنتجات الأمريكية، حيث تقدر قيمة برنامج "يورودرون" بنحو 7.1 مليار يورو، ويتوقع أن يتضمن تقنية عالية. كذلك وبسبب محدودية مهام الطائرات البريطانية المسيرة، واقتصارها على المراقبة والتجسس، يمكن النظر إلى أنها مكلفة بالفعل، مقارنة مع المسيرات العسكرية التركية والصينية والإيرانية مثلاً، حيث تبلغ تكلفة "بلاك هورنت نانو" البريطانية حوالي 8.5 مليون جنيه إسترليني.

أفاق وتوقعات

تمتلك أكثر من 100 دولة وجماعات من غير الدول طائرات مسيرة، ويمكن للعديد من الجهات الفاعلة الوصول إلى طائرات مسيرة مسلحة. في الواقع، كما يقول بول شار، مدير الدراسات في مركز الأمن الأمريكي الجديد: "يبدو أن انتشار هذه الأنظمة سيستمر بشكل أوسع"، وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية في فبراير 2022. فبالنظر إلى الأدوار التي تقوم بها الطائرات المسيرة في الصراعات والحروب، من الصعب تصور عدم ظهور سباق تسلح مستقبلي حولها، وهو سباق سيزداد اشتداداً في السنوات القليلة المقبلة، فصنع طائرة مسيرة أسرع وأسهل بكثير من صنع طائرة حربية. وبالتالي فإنه لا يحتاج إلى وقت كبير ولا إلى ميزانيات ضخمة. كما أن كل الأموال التي سيحققها متعاقدو الأسلحة تعتبر عاملاً محفزاً للتركيز على هذا النوع من الصناعة/التجارة.

كل هذا التوسع المحتمل في صناعة الطائرات المسلحة المسيرة وانتشارها الكبير سيترك المجتمع الدولي يكافح من أجل التخفيف من تأثير التوافر المتزايد للطائرات المسلحة المسيرة ذات المساومة في النزاعات والعمليات التي يتم إطلاقها تحت راية مكافحة الإرهاب أو في الصراعات في جميع أنحاء العالم. وهذا ينطبق بشكل خاص على البلدان النامية التي تتوق إلى بديل أرخص لقوات جوية محدودة إن لم تكن غير موجودة. وهنا يخلص تقرير أعدته منظمة السلام الهولندية "باكس" في هذا العام إلى أنه "مع إبرام عقود جديدة لتصدير الأسلحة للطائرات المسيرة التركية في جميع أنحاء إفريقيا، من المتوقع أن يشهد الانتشار المتزايد للطائرات المسلحة المسيرة زيادة في الاستخدام أيضاً". وهذا قد ينطبق على الطائرات الصينية والإيرانية في القارة.

المراجع

تاريخ موجز للطائرات من دون طيار، موقع متحف الحرب الإمبراطوري، لندن، دخول الموقع: 28 أكتوبر 2022،

https://www.iwm.org.uk/history/a-brief-history-of-drones

فرزين نديمي، الطائرات الإيرانية المسيّرة إلى روسيا: القدرات والقيود، معهد واشنطن، 1 أغسطس 2022، دخول الموقع: 28 أكتوبر 2022،

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/altayrat-alayranyt-almsywrt-aly-rwsya-alqdrat-walqywd

ليوناردو الإيطالي يصنع أجزاء من طائرات من دون طيار عسكرية أوروبية جديدة، رويترز، ميلان، إيطاليا، 27 يناير 2022، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022،

https://www.reuters.com/world/europe/italys-leonardo-make-parts-new-european-military-drone-2022-01-27

ديفيد اكس، ديلي بيست، الطائرة الأمريكية من دون طيار التي أسقطتها إيران هي نموذج أولي لطائرة تجسس بقيمة 200 مليون دولار، 20 يونيو 2019، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022،

https://www.thedailybeast.com/bams-d-drone-shot-down-by-iran-is-a-dollar200-million-prototype-spy-plane

لورنزو بوزوني ولوري بريلاو ونيكو شميدت، يورودرون: مشروع صناعي تغذيه السياسة، 31 مارس 2022، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022،

 https://www.investigate-europe.eu/en/2022/eurodrone

ابراهام ماشي، صناعة الطائرات من دون طيار الصينية تخلق تحدياً جديداً للقوات الجوية الأمريكية، مجلة القوات الجوية الأمريكية، 6 يونيو 2022، دخول الموقع: 28 أكتوبر 2022،

https://www.airandspaceforces.com/chinese-uav-industry-new-challenge-for-us-air-force

جو سابالا، المغرب يشتري طائرات عسكرية صينية من دون طيار، ديفنس بوست، 10 أكتوبر 2022، دخول الموقع: 28 أكتوبر 2022،

https://www.thedefensepost.com/2022/10/04/morocco-chinese-military-drones

سكوت ن. رومانيوك وتوبياس برجر، بيع الطائرات من دون طيار الصينية وعواقبها على المستوى الأمني، معهد الدراسات السياسية الدولية، 10 مارس 2020، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022،

 https://www.ispionline.it/en/pubblicazione/chinas-drone-selling-and-its-consequence-security-level-25313

جيمس جيفري، هل أصبحت تركيا قوة عظمى مسلحة من دون طيار؟  المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، 19 إبريل 2022، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022،

https://www.aspistrategist.org.au/has-turkey-become-an-armed-drone-superpower

"شاهد" و"مهاجر"، تعرف إلى المسيرات الإيرانية التي تنتظرها روسيا، موقع قناة الحرة، واشنطن، 23 يوليو 2022، دخول الموقع: 28 أكتوبر 2022،

 =https://icss.ae/short/link/Mzk

الطائرات المسيرة سلاح إسرائيل السري، وكالة الصحافة الفرنسية، 28 نوفمبر 2019، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022، 

  =https://icss.ae/short/link/NDA

بيرقدار: لماذا تشتري الدول الإفريقية الطائرات المُسيرة التركية؟ بي بي سي، 25 أغسطس 2022، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022،

https://www.bbc.com/arabic/world-62674230

رونالد واتكينز، جمهورية التشيك تشتري ثلاث طائرات من دون طيار من إسرائيل، ديفنس بوست الأمريكي، 9 أغسطس 2022، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022

https://www.thedefensepost.com/2022/08/09/czech-heron-drones-israel

فيديريكو بورساري، صفقة الطائرات من دون طيار التي أبرمها بوتين مع إيران، المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، 20 يوليو 2022،

https://ecfr.eu/article/fly-for-a-might-guy-putins-drone-deal-with-iran

تايلاند توقع عقدا لشراء طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز هيرميس 900، رويترز، 21 سبتمبر 2021، دخول الموقع: 29 أكتوبر 2022،

https://www.thedefensepost.com/2022/10/04/morocco-chinese-military-drones 

جوزي إنسور، طائرات بلاك هورنت "مقاس 6 بوصات" التي يمكنها دخول المباني الروسية، ديلي تليغراف، 24 أغسطس 2022،

https://www.telegraph.co.uk/world-news/2022/08/24/britain-donate-black-hornet-microdrones-ukraine-spy-missions

133