الخبير في الزلازل البروفيسور محمد فاتح ألطان، تحدث إلى قناة TRT عربي، بأن صدع شرق الأناضول الذي يعد ثاني أكبر خط زلزالي في تركيا، شهد انكساراً بعد زلزال ألازيغ الذي وقع في عام 2020 وتسبب في حدوث انزلاق زلزالي إلى منطقة قهرمان مرعش.
تقع تركيا ضمن منطقة جغرافية نشطة زلزالياً، إذ تحيط بها ثلاث صفائح تكتونية، الصفيحتين العربية والإفريقية جنوباً والصفيحة الأوراسية شمالاً، وتنشط داخل حدود تركيا ثلاثة خطوط زلزالية فاعلة هي: صدع غرب الأناضول المتصدع والمتشعب والأكثر حركة ويمر بمناطق بحر إيجة وبحر مرمرة، وصدع شمال الأناضول بطول (1350 كيلومتراً) ويمر بالمناطق المقابلة للبحر الأسود وصولاً إلى أسفل بحر مرمرة غرباً، وصدع شرق الأناضول بطول (530 كيلومتراً) فيبدأ بمدينة هاتاي وينتهي بمدينة موش، ويلتقي الصدعان الشمالي والشرقي في مدينتَي بينجول وموش.
أما هضبة الأناضول، الواقعة في الجزء الشرقي من تركيا، فهي منطقة تتميز بنشاط زلزالي كبير. وعلى طول الحدود بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية تمر هضبة الأناضول بصدع قاري رئيسي يطلق عليه "صدع الأناضول الشرقي"، وهو عبارة عن سلسلة من الصدوع التي تمر عبر تركيا من الغرب إلى الشرق.
ويبدأ خط صدع شرق الأناضول من تقاطع ماراش الثلاثي عند الطرف الشمالي من شق البحر الميت، ويمتد في الاتجاه الشمالي الشرقي وينتهي عند مفرق كارليوفا الثلاثي، حيث يلتقي بخط صدع شمال الأناضول. ينضم خط صدع شرق الأناضول مع خط صدع شمال الأناضول من إرزينجان بعد استمراره حتى هاتاي، عثمانية، غازي عنتاب، قهرمان مرعش، أديامان، إيلازيغ، بالإضافة إلى بينجول وموش.
من تقاطع ماراش الثلاثي عند الطرف الشمالي من شق بحر أولودينيز بمنطقة فتحية، ويمتد في الاتجاه الشمالي الشرقي وينتهي عند مفرق كارليوفا الثلاثي، حيث يلتقي بخط صدع شمال الأناضول. ينضم خط صدع شرق الأناضول مع خط صدع شمال الأناضول من إرزينجان بعد استمراره حتى هاتاي وعثمانية وغازي عنتاب وقهرمان مرعش وآدي يامان، إيلازيغ، بالإضافة إلى بينجول وموش.
وتولد حركة الصفائح التكتونية في صدع شرقي الأناضول نشاطاً زلزالياً كبيراً، مما يجعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم. ومن المعروف أن الزلازل في هذه المنطقة هي زلازل ضحلة قشرية يمكن أن تسبب أضراراً واسعة النطاق بسبب قربها من السطح.
تاريخياً، شكل خط صدع شرق الأناضول سلسلة من الزلازل بدأت بزلزال أنطاكية عام 1822، واستمرت بزلزال 1866، 1872، 1874، 1875، 1893، وانتهت أخيراً بزلزال ملاطية عام 1905. وباستثناء زلزال بينجول عام 1971، دخل صدع الأناضول الشرقي فترة أكثر هدوءاً.
لكن مع الزلزال بقوة 6.8 درجة الذي وقع في ولاية إيلازيغ يوم 24 يناير/كانون الثاني 2020، انتقل خط صدع شرق الأناضول من فترة الصمت إلى فترة النشاط مجدداً.