
ُيعتبر فؤاد شكر القائد العسكري البارز في حزب الله الذي أعلنت إسرائيل القضاء عليه بضربة شنّتها على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء، العقل المدبّر لهجمات الحزب من جنوب لبنان ضد إسرائيل. وشكر المتحدر من البقاع في شرق لبنان وغير المعروف إعلامياً، مدرج على لائحة العقوبات الأميركية، وطرحت وزارة الخزانة عام 2017 مكافأة مالية مقابل أي معلومات عنه لضلوعه في تفجير دامٍ استهدف القوات البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.
ويتولى شكر، بحسب ما قال مصدر قريب من حزب الله، مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد بين الطرفين على وقع الحرب في غزة قبل عشرة أشهر.
ويعدّ القيادي المعروف باسمه الحركي الحاج محسن، وفق المصدر، "خليفة" عماد مغنية، القيادي العسكري البارز في الحزب الذي قتل بتفجير بسيارته في سوريا عام 2008، نسبه حزب الله لإسرائيل. وكان المصدر ذاته أفاد بنجاة شكر من الاستهداف الإسرائيلي، قبل أن تؤكّد إسرائيل في وقت لاحق "القضاء" عليه، من دون أن يصدر أي تأكيد أو نفي من حزب الله بعد.
وفي بيان الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إن شكر "يُعتبر اليد اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ومستشاره لشؤون التخطيط وإدارة الحرب". وأوضح أنه تولى إدارة "القتال في مواجهة دولة إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر وكان مسؤولاً عن مجزرة الأطفال في مجدل شمس وعن قتل العديد من الإسرائيليين والأجانب على مدار السنين".
في سوريا، حيث يُقاتل حزب الله إلى جانب قوات النظام السوري في شكل علني منذ عام 2013، ساعد شكر، وفق واشنطن، في قيادة العمليات التي شنها الحزب ومجموعات موالية لدمشق ضد الفصائل المعارضة.
وشكر من بين قادة حزب الله المطلوبين من الإدارة الأميركيّة. وعرض برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع للخزانة الأميركيّة عام 2017 خمسة ملايين دولار "مقابل الإدلاء بأيّ معلومات" بشأنه. وتصف الخزانة الأميركية شكر، المولود مطلع الستينات، بأنه "كبير مستشاري نصرالله للشؤون العسكرية".
وتقول واشنطن إنّه أدّى دوراً "محوريّا في تفجير ثكنات المشاة البحريّة الأميركيّة في بيروت في 23 أكتوبر 1983" الذي أسفر عن مقتل 241 عسكرياً أميركياً. واتُهم حزب الله، بتنفيذ الهجوم على مقرّ المارينز. ووصف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس عام 2017 شكر بأنّه "أحد العقول المُدبّرة لتفجير" المارينز. وفي العام 2019، صنّفت وزارة الخارجيّة الأميركيّة شكر "إرهابيا عالميا". واتّهمته إسرائيل بأنّه من بين المسؤولين الأربعة عن تصنيع إيران صواريخ دقيقة قادرة على التسبّب "بمقتل عدد كبير من المدنيّين" في إسرائيل.
وفي بيانه الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنّ "المنظومة الاستراتيجيّة" التي قادها شكر "مسؤولة عن معظم الوسائل القتاليّة الأكثر تطوّراً المتوافرة لدى حزب الله وفي شكل خاصّ الصواريخ الدقيقة وصواريخ الكروز.. والقذائف الصاروخيّة الطويلة المدى، إلى جانب تطوير المُسيّرات لدى حزب الله وتشغيلها".