تشن تركيا ضربات جوية في سوريا والعراق مستهدفة مسلحين أكراداً في هجمات تهدد بتصعيد التوتر في المنطقة التي تعاني أصلاً من اضطرابات أمنية كبيرة. جاءت العملية بعد أسبوع من تحميل تركيا حزب العمال الكردستاني مسؤولية تفجير في إسطنبول منتصف نوفمبر 2022، أسفر عن قتلى وجرحى.
وتنفّذ تركيا بانتظام عمليات جوية وبرية في شمالي سوريا والعراق، حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني. فقد شن الجيش التركي ثلاث عمليات توغل واسعة النطاق في سوريا منذ عام 2016 لمحاربة وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني. ونتيجة لذلك، تسيطر قوات تركية على آلاف الكيلومترات المربعة داخل سوريا اليوم.
لا يمكن فصل الضربات العسكرية الأخيرة عن السياق التقليدي الذي تقارب فيه الدولة التركية المسألة الكردية تاريخياً، فمنذ تشكّلها بعد انهيار الدولة العثمانية، حرصت الدولة التركية على أن تكون القومية التركية هي الهوية الجامعة لأبناء الدولة بمختلف أطيافهم، وعدم الاعتراف بأية هوية تخالف هذا المرتكز، وبالتالي عملت الهوية القومية التركية على صهر كافة الهويات المغايرة لما هو تركي/مسلم/سني، بدلاً من أن تكون عنصراً بنيوياً للعقد الاجتماعي الذي يجمع الأتراك بجميع مذاهبهم وقومياتهم.
ولا يشكّل الأكراد في سوريا والعراق مصدر التهديد الأساسي للدولة التركية، بقدر ما يمثله أكراد تركيا بطبيعة الحال، والذين يمثل جزءاً كبيراً منهم حزب العمال الكردستاني، التنظيم المسلح المُدرج على قوائم التنظيمات الإرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية؛ إلا أن المنظور التركي للهوية الكردية باعتبارها هوية جامعة فوق وطنية، يعتبر كامل المنطقة التي يقطنها الأكراد في تركيا وسوريا والعراق مصدر تهديد للأمن القومي التركي، وللهوية التركية على حد سواء، مما يجعل أنقرة ترى أن أي صعود لقوة الأكراد في سوريا والعراق، سيؤدي حتماً لتصاعد نفوذ ومطالب حزب العمال الكردستاني في جنوب تركيا.
دوافع الضربة العسكرية التركية
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدّد مراراً خلال الشهور السابقة بشن هجوم بريّ جديد هذا العام في شمالي سوريا والعراق، بهدف طرد المسلحين الأكراد من الحدود، حيث من المتوقع أن تحشد أية عملية عسكرية واسعة النطاق في سوريا دعماً كبيراً لحكومة أردوغان من قبل القوميين الأتراك قُبيل الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل، خصوصاً مع تراجع نسب الدعم الشعبي لها بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا.
كما يرغب أردوغان في إنشاء منطقة عازلة على امتداد الحدود السورية العراقية مع تركيا، وإبعاد أية تهديدات محتملة من جانب الأكراد عن العمق التركي؛ وفي حال نجاح المساعي التركية في إخلاء الشمالين السوري والعراقي، فسيقدّم أردوغان هذه النتيجة كحل جذري لأزمة اللاجئين في تركيا، بحيث يصبح من الممكن توطينهم في هذه البقعة الجغرافية تحت إشراف تركي أو دولي تعترف به أنقرة.
إلا أنه من الواضح أن أردوغان لم يتمكن بعد - رسمياً - من الحصول على الضوء الأخضر اللازم لشن حملته البرية لا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ولا من قبل روسيا، مما يشير إلى أن أية عملية برية لتركيا في شمالي سوريا والعراق دون إجماع إقليمي ودولي، ستكون مدانة بكل المقاييس، وقد تتسبب بعقوبات دولية صارمة على أنقرة.
بدورها قالت صحيفة صباح التركية إن السوريين القاطنين في مدينة أعزاز شمال سوريا، والتي تسيطر عليها المعارضة، يريدون من تركيا والجيش الوطني السوري تنفيذ عملية في تل رفعت "لتطهير" المنطقة من إرهابيي حزب العمال الكردستاني، وأن أهالي تل رفعت أيضاً يريدون العودة إلى ديارهم، وأنهم سيدعمون تركيا حتى نهاية العملية.
وكان بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قد صرّح بعد الضربات الجوية التركية أن واشنطن تريد "التأكد من عدم القيام بأي شيء يؤدي لزعزعة استقرار الوضع الصعب للغاية في شمال شرق سوريا". مضيفاً: "نريد أن نحاول الحفاظ على الاستقرار هناك، ومن الواضح أننا نريد التأكد من أن الحدود مع تركيا آمنة". (فايننشال تايمز، 20 نوفمبر 2022).
يُذكر أن الطائرات التركية قد بدأت في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بقصف مواقع كردية في شمال سوريا عبر المجال الجوي الخاضع لسيطرة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في سابقة تعد الأولى من نوعها منذ انخراط الأخيرتين في الحرب السورية.
أهداف تركيا من العمليات العسكرية
تم تأسيس حزب العمال الكردستاني كمنظمة انفصالية كردية في عام 1978. ورغم التغييرات التي كانت تطرأ على الأجندة السياسية للمنظمة بين الحين والآخر، فإنها لم توقف عملياتها ضد الدولة التركية، حتى حين أُدرجت على قوائم التنظيمات الإرهابية الأمريكية، حيث تبنّت عمليات تفجير سيارات في مناطق عامة داخل تركيا، إلى جانب اغتيال شخصيات سياسية تركية بارزة.
في سوريا، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد على جزء كبير من الشمال الشرقي، وتتألف هذه القوات بنسبة كبيرة من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وقد تلقّت دعماً أمريكياً متفاوتاً خلال السنوات الأخيرة، كما أصلحت علاقاتها مع دمشق باعتبار تركيا تمثّل خصماً مشتركاً للطرفين.
خلال سنوات الحرب الأهلية في سوريا، لطالما أقنعت روسيا تركيا بإلغاء الهجمات المخطط لها ضد القوات الكردية، وكانت موسكو تقدم نفسها كضامن لأمن الجنوب التركي، مانحة تركيا نفوذاً لا بأس به في محافظة إدلب السورية بموجب عدة اتفاقات بين الجانبين. اليوم، ومع استنزاف الحرب في أوكرانيا للجيش الروسي وتقليص الأخير لنفوذه وعديد قواته في سوريا، لم يعد من المتوقع أن تستمر موسكو في دورها في كبح جماح أنقرة ضد أكراد سوريا، وهناك مؤشرات على أنه ثمة اتفاق بين كل من روسيا وتركيا وسوريا، قد يسمح بهجوم محدود في شمال سوريا، قد يكون بمثابة امتداد لبنود المذكرة غير المُعلنة التي تم توقيعها بين الجانبين التركي الروسي في أكتوبر من عام 2019، والتي تتضمن 10 نقاط تُعنى بأمن الحدود والمنطقة المحيطة، وتنص على نشر الشرطة العسكرية الروسية وجهاز الحدود في الجانب السوري من الحدود التركية، وتسهيل انسحاب الفصائل الكردية وأسلحتها على بعد 30 كيلومتراً من الحدود السورية التركية.
يمنح تفجير إسطنبول في الثالث عشر من شهر نوفمبر الجاري دفعة هائلة لجهود أردوغان لتوجيه ضربة رادعة للفصائل الكردية في سوريا والعراق، ومع تراجع سلطة الروس في سوريا، أصبح لدى أردوغان العذر المثالي لشن عملية عسكرية محدودة في شمال سوريا. ومن المرجّح أن يكون التوسع في الضربة العسكرية تدريجياً، لاختبار صلابة الموقف الأمريكي تجاه الهجوم، والخطوط الحمراء الروسية في هذا الإطار.
مخاطر العمليات العسكرية التركية
لعل المنطلق الرئيس للخطوط الحمراء الأمريكية والروسية إزاء توسع الضربات العسكرية التركية في شمالي سوريا والعراق، يأتي من الاعتقاد شبه المؤكد بأن القوات التركية التي ستستوطن مناطق حدودية في سوريا والعراق ستبقى هناك إلى أجل غير مسمى، ولن يكون بمقدور الحكومتين السورية أو العراقية من جهة، والمجتمع الدولي من جهة أخرى إخراج هذه القوات من المناطق التي تحتلها، حتى وإن فرضت على تركيا عقوبات اقتصادية إضافية.
لقد برهن كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية خلال العقد الأخير على سياسة انكفاء غير مسبوقة إزاء الاختراقات التي نفّذتها قوى دولية عديدة بحق النظام السياسي العالمي، سواءً في سوريا أو اليمن أو إيران، وهي حقيقة يدركها أردوغان اليوم، وربما يسعى لاستغلال هذه الفترة من العطالة السياسية الأوروبية لقضم مزيد من المناطق المجاورة لتركيا، مدركاً أن ردود الأفعال لن تتجاوز العقوبات الاقتصادية في أسوأ الظروف، وهي عقوبات بإمكانه التفاوض حول رفعها بالنظر إلى سيطرته على ملف تدفق اللاجئين عبر تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهي الورقة التي لطالما فاوض الغرب عليها للحصول على المزيد من التسهيلات والمساعدات المالية.
وكان الرئيس أردوغان قد انتقد رد فعل المجتمع الدولي غير الكافي على الهجمات التي قتلت مدنيين في تركيا، بالقول: "هناك معلمتان وثلاثة أطفال من بين مواطنينا الثمانية فقدوا حياتهم في الهجمات الأخيرة التي شنتها المنظمات الإرهابية، لو كان الإرهابيون قد ذبحوا المعلمين والأطفال في ركن آخر من العالم، فستستمر ردود الفعل بلا توقف لأيام وأسابيع وشهور، لكن عندما يحدث ذلك في تركيا، يغيب رد الفعل القوي من السياسيين والمجتمع المدني ووسائل الإعلام". (صحيفة حرييت اليومية، 26 نوفمبر 2022).
ومع توسّع الضربات الجوية التركية لتشمل استخدام المجال الجوي الروسي والأمريكي في سوريا، يبدو أنه ثمة اتفاق غير معلن بين الدول الثلاث لتحجيم القوة العسكرية التي بات يتمتع بها الأكراد في شمال سوريا، وتنفيذ رغبة الرئيس رجب طيب أردوغان حيال المنطقة الآمنة المتاخمة لحدود دولته، وهو ما يمكن أن يكون مؤشراً على اقتراب تنفيذ عملية برية تركية في شمال سوريا، في حال لم تكن هناك ردود أفعال أمريكية أو روسية صارمة على التصعيد التركي الأخير.
من ناحية أخرى، تُجهِض العملية التركية الحالية، وخصوصاً في حال تصعيدها إلى مستوى حملة برية، محاولات أردوغان لإعادة توطيد علاقات بلاده مع دمشق، وإن كانت هذه المحاولات قد تمت فيما سبق تحت ضغط روسي، ويبدو أن موسكو قد فضلت منح أردوغان الأفضلية في شمال سوريا على حساب مصالحته مع الأسد، خصوصاً في حال عدم ممانعتها توسيع أردوغان لحملته العسكرية في شمال سوريا، وهو ما يمكن أن يشير إلى القلق الروسي من استحواذ إيران على الفراغ السياسي والميداني الذي بدأ بالتشكّل في سوريا، نتيجة الانسحابات الروسية التدريجية منها لصالح الحرب المشتعلة على الجبهة الأوكرانية.
استنتاجات
الملاحظ أن الضربات التركية ضد المناطق الكردية في شمال سوريا تأتي بالتزامن مع ضربات الحرس الثوري الإيراني لنظيرتها في شمال العراق، حيث أعلن الحرس الثوري أن قواته شنت ضربات بصواريخ وطائرات مسيّرة ليل الأحد الماضي، استهدفت مجموعات من المعارضة الكردية الإيرانية في العراق، معتبراً أنها جماعات إرهابية انفصالية معادية لإيران، وأنها ترسل السلاح وعناصر مخربة لتأجيج الاحتجاجات الشعبية داخل إيران. (فرانس24، 21 نوفمبر 2022).
من غير المرجّح أن يكون هذا التزامن وليد الصدفة، حيث تمثل المسألة الكردية تهديداً قومياً مماثلاً لإيران أيضاً، للأسباب نفسها التي تدفع أنقرة لمحاربة الأكراد؛ ويبدو أنه ثمة تنسيق بين البلدين على اقتسام النفوذ في المناطق الكردية في كل من سوريا والعراق، بحيث تسيطر إيران على الأجزاء العراقية منها، في حين تستحوذ تركيا على المناطق الكردية في شمال سوريا، وبذلك يتم إنهاء تهديد المسألة الكردية في المناطق العربية للقوى الإقليمية المتنفذة في المنطقة، تركيا وإيران.
على الأرجح فإن الموقف الدولي الرسمي لن يقبل بهذا السيناريو، فلا الولايات المتحدة ولا روسيا ستوافقان على توسّع النفوذ الإيراني والتركي في مناطق كانتا تحت سيطرتهما أو نفوذهما، إلا أن الانسحاب الروسي التدريجي من سوريا، بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي الاستراتيجي من المنطقة العربية بشكل عام، يؤشران على أن واشنطن وموسكو قد تقبلان بهذا السيناريو في نهاية المطاف، كحل أفضل للمناطق المتنازع عليها، بدلاً من أن تستحوذ عليها تنظيمات إسلامية متطرفة.
من جهة أخرى، لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يتم حل الأزمة الكردية التركية عبر احتلال مناطق الأكراد وطردهم منها، لأن ذلك سيؤدي فقط إلى تهجير الأزمة من منطقة إلى أخرى، وإشعال الرغبة في الانتقام لدى الفصائل الكردية التي لن تتوانى عن التصعيد على الحدود، وفي العمق التركي إلى مستويات في غاية الخطورة. إن هروب أردوغان إلى الأمام في معالجة التهديدات الكردية لن يؤدي إلا إلى رفع وتيرة الهجمات والتفجيرات داخل تركيا، إلى جانب ارتفاع سقف المطالب المحلية للأكراد في تركيا، وفي شمالي سوريا والعراق.
من الضروري لتركيا أن تنتهج مقاربة مختلفة بشكل جذري عن المقاربة الحالية تجاه القضية الكردية، في حال كانت هناك إرادة سياسية لإنهاء الصراع التاريخي، فالنهج العلماني الكلاسيكي لتركيا في صهر كافة القوميات والمذاهب تحت شعار "شعب تركي واحد، ولغة تركية موحدة" لا يمكن له إلا أن يولّد مزيداً من النقمة لدى المجتمعات الأقلوية التي تعيش في تركيا، ويجب صياغة دستور مدني وديمقراطي جديد، يحافظ على حدود تركيا وعَلَمها، مع إعادة تعريف مفهوم المواطنة والهوية التركية. يجب – كبداية - أن يكون التعليم باللغة الكردية ممكناً، وأن يكون الهدف النهائي هو ضمان حصول الجميع على فرصة تلقي تعليمهم بلغتهم الأم.
من المرجح أن يصعّد أردوغان من خطابه الشعبوي خلال الأشهر المقبلة، وأن ترتفع حدة الخطاب الإعلامي والأمني ضد الفصائل الكردية، بالتوازي مع ارتفاع تدريجي لحدة الهجمات في الشمالين السوري والعراقي، وذلك في سياق استثمار أردوغان تموضعه الجديد على الساحة الدولية، كوسيط في النزاع الروسي الأوكراني، وكمؤثر في قضية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو. وفي نهاية المطاف، ربما لن تعارض واشنطن أو موسكو عملية برية تركية ضد المناطق الكردية، في حال تكفّل أردوغان في بقاء هذه الجبهة هادئة ومستقرة، ولو إلى حين.
إن التأثير الأبرز لأية عملية تركية برية في شمال سوريا – خصوصاً في حال تزامنت مع تصاعد الضربات الإيرانية ضد كردستان العراق – سيكون التضخم الكبير في الدور الإقليمي الذي تؤديه كل من تركيا وإيران في مناطق عربية من الشرق الأوسط، في الوقت الذي تغيب فيه المبادرات العربية الفعالة أو القادرة على تقديم الحلول للقضية الكردية سواءً في سوريا أو العراق. إن أية حلول عادلة للقضية الكردية في المنطقة العربية ستؤدي تلقائياً إلى سحب الذريعة من الجانب التركي حول التهديد المباشر الذي يمثله الأكراد ضد الأمن القومي التركي. وإن كان ثمة تناقضات بين الهويتين العربية والكردية خلال العقود الطويلة الماضية، فإن الوقت قد حان للخروج بمبادرة عربية تكون مقبولة لدى الحكومات المحلية في كل من سوريا والعراق، وتتمتع بالإنصاف للمجتمع الكردي، وتُحجّم من الأدوار الإقليمية لكل من إيران وتركيا في المنطقة، وربما تبدأ بتثقيل الدور العربي في منطقة شهدت الكثير من التدخلات الدولية والإقليمية خلال القرن المنصرم.
المصادر
1/ ما هي المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط حسب التصنيف الأمريكي؟ بي بي سي، 28 أكتوبر 2020،
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-54694904
2/ عبد الله بن بجاد العتيبي، تركيا والأكراد والحقد التاريخي، صحيفة الشرق الأوسط، 10 نوفمبر 2019،
https://icss.ae/short/link/NDI=
3/ الولايات المتحدة تعلق على الغارات التركية في شمال سوريا، موقع قناة الحرة، 10 نوفمبر 2022،
https://icss.ae/short/link/NDM=
4/ ماري زعرور حنا، الحرس الثوري الإيراني يشن ضربات جديدة في كردستان العراق وحكومة الإقليم تستنكر، فرانس برس، 21 نوفمبر 2022،
https://icss.ae/short/link/NDQ=
5/ Ali Kucukgocmen and Suleiman Al-Khalidi, Turkish air strikes target Kurdish militants in Syria, Iraq after bomb attack, Reuters, 20 November 2022,
https://www.reuters.com/world/middle-east/turkish-air-strikes-hit-villages-northern-syria-sdf-2022-11-19/
6/ Orhan Coskun and Suleiman Al-Khalidi, 6/ Turkey used U.S., Russian-Controlled Airspace in Syria Strikes - Sources, 22 November 2022,
https://www.reuters.com/world/middle-east/turkey-used-us-russian-controlled-airspace-syria-strikes-sources-2022-11-22
7/ Osama Al-Sharif, Erdogan’s high-risk gambit in northern Syria, Arabnews, 22 November 2022,
https://www.arabnews.com/node/2204276
8/ Ayla Jean Yackley, Erdoğan signals possible ground offensive in northern Syria, FT, 21 November 2022,
https://www.ft.com/content/3ffb9893-4cff-4751-8a10-5dda67cb9bfd
9/ Ugur Yildirim, People in Azaz want region to be cleared of YPG/PKK terrorists, Daily Sabah, 25 November 2022,
https://www.dailysabah.com/politics/war-on-terror/people-in-azaz-want-region-to-be-cleared-of-ypgpkk-terrorists
10/ Erdoğan slams 'world’s silence' over terror attacks, Hurriyet Daily News, 26 November 2022,
https://www.hurriyetdailynews.com/erdogan-slams-worlds-silence-over-terror-attacks-178844