علاقات دولية

الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية للعلاقات العربية الصينية

14-Dec-2022

وسط التوترات الجيوسياسية الإقليمية المتصاعدة والديناميكيات الأمنية المتغيرة في العالم، تحاول بكين تعزيز جهودها لتوسيع علاقاتها مع قوى الشرق الأوسط، وعلى رأسها الدول العربية، بإقامة شراكات استراتيجية شاملة مع قادة المنطقة الطموحين.

كانت خطوات الصين تسير بحذر على حبل مشدود، رغم نجاحاتها العديدة قبل اندلاع الحرب في أوروبا مطلع 2022. لكن مع اندلاعها وتأثيرها المباشر على الدول العربية أصبحت خطوات الصين تهدف إلى تحقيق التوازن بين المنافسين الإقليميين، إيران من جهة ودول الخليج وبقية الدول العربية، وعلى رأسها مصر والجزائر والمغرب من جهة أخرى.

ومن المرجح أن يؤدي هذا الوجود الصيني المتنامي إلى دفع بكين إلى عقد شراكات أوسع في المستقبل القريب، خاصة وأن الترتيبات الأمنية الإقليمية الناشئة عن اضطرابات السياسة الغربية التي أدت إلى انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية شيئا فشيئا من الشرق الأوسط، تمهد الطريق لتحديات جديدة من شأنها زيادة حجم التواصل والتعاون في كافة المجالات بين بكين وعواصم الدول العربية.

العلاقات الصينية العربية في سياق جيوسياسي

إن سياسة بكين الخارجية المتمثلة في العلاقات المتوازنة وزيادة التعددية قد مكنت الصين من تعميق علاقاتها مع الشرق الأوسط، فركزت على المصالح المشتركة، الاقتصادية في أغلب الأحيان، وحافظت على موقف بعيد عن نقاط الضعف المباشرة للصراعات التي طال أمدها، ولكن مع ظهور تحديات جديدة على الساحة العالمية، حيث من المرجح أن يتغير الترتيب الأمني وتوازن القوى في العالم، لاسيما مستقبل المحادثات النووية مع إيران، والحرب في أوكرانيا، وتفشي الإرهاب، والأزمات الاقتصادية، فإن الرهان على الغرب خاسر بالنسبة إلى رغبات بكين في تحقيق تنميتها المستدامة.

كل ذلك جعل الصين تعزز في السنوات الأخيرة تعاونها مع دول الجوار في وسط وغرب آسيا ومنطقة الخليج والجزيرة العربية ودول شمال إفريقيا، فنوعت على سبيل المثال العلاقات الثنائية مع إيران من خلال اتفاقية تعاون مدتها 25 عاما. (New York Times, 11 July 2020). وشاركت الصين في 21 يناير 2022 في مناورات بحرية مشتركة مع إيران وروسيا في المحيط الهندي كعرض للقوة ضد الغرب وسط تصاعد التوترات الأمنية. (CNN, January 21, 2022) وفي الوقت ذاته، زادت من التعاون الاقتصادي مع الدول العربية، على الرغم من اختلاف وجهات النظر بين أغلب تلك الدول وإيران وروسيا، بما يتماشى مع استراتيجية بكين للموازنة الدقيقة في العلاقات الخارجية، ولذلك عمقت علاقاتها الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان، والعراق وسوريا ومصر والجزائر والمغرب. وركزت اهتماماتها على التعاون في مجالات بناء البنية التحتية والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرقائق الذكية، وجميع المجالات الحاسمة لمبادرة الحزام والطريق الصينية. فدخلت المملكة والصين في شراكة استراتيجية شاملة منذ عام 2016. (EN People, 20 January 2016) كما شاركت بكين في مشاريع مهمة في مصر، لاسيما في بناء العاصمة الإدارية الجديدة، وإعادة توجيه علاقاتها الاقتصادية معها، والاستفادة من موقعها الاستراتيجي وقدرتها على العمل كمركز إقليمي مهم للتصنيع والعبور والتأثير السياسي. (China Daily, 23 March 2017) كذلك استثمرت الصين أيضا بكثافة في العراق بعد الخروج الأميركي منها، وأصبحت بغداد ملعبا مفتوحا للسياسات الاقتصادية الصينية، خاصة في مشاريع إعادة الإعمار. وأصبحت احتياطيات الطاقة في العراق وموقعها الاستراتيجي حاسمة بالنسبة لها. أيضا دفعت العقوبات الأمريكية على سوريا دمشق لتوسيع تعاونها مع بكين في تحد لقانون قيصر الأميركي.

ولحماية مصالحها الاستراتيجية، من المرجح أن تعزز الصين علاقاتها العسكرية مع القوى العربية المختلفة مع تصاعد التوترات العالمية، التي جعلت كل من القوى العربية والصين تركزان على التكيف السريع مع التغيرات الجيوسياسية الإقليمية. وفي هذا السياق، تظهر الصادرات الدفاعية الصينية كجانب مهم للدول العربية. وقد أصبحت العلاقات العسكرية المتنامية للصين مع المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات مهمة في فهم الديناميكيات الجيوسياسية الإقليمية الناشئة. ولكن نظرا لأن الولايات المتحدة تركز الآن على الآليات والتحالفات والترتيبات الأمنية لاحتواء التطلعات الصينية والروسية، فقد يحد حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط من التعاون العسكري مع الصين على مستوى ما. لكن الصين والعرب أدركوا أن الركون إلى واشنطن يعطل المسيرة التنموية إلى حد كبير، وأن تعزيز التعاون في العمليات الأمنية والتدريبات المشتركة، فضلا عن التعاون الاقتصادي هو الطريق الأمثل لمستقبل آمن.

وبمرور السنين أخذ التعاون الصيني العربي يأخذ شكلا تنظيما أكثر، ويعد "منتدى التعاون الصيني العربي" (CASCF) الذي أنشأته بكين في عام 2004 باكورة هذا التعاون المنظم بين الطرفين. ويركز المنتدى بشكل أكبر على القضايا السياسية الدولية والإقليمية، وكانت القضية السياسية الأبرز هي عملية إحلال السلام في الشرق الأوسط التي تهدف إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي. أيضا معالجة القضايا الأخرى التي ظهرت في أعقاب الانتفاضات العربية والحرب الأهلية السورية، وقضايا العراق وليبيا واليمن والسودان والصومال. فضلا عن دعم الدول العربية لنهج الصين في هونغ كونغ. وكانت نتائج هذا المنتدى ملحوظة، فقد زادت التجارة بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أميركي في عام 2004 إلى 145.4 مليار دولار أميركي في عام 2010. الأمر الذي دعا الصين إلى الانتقال بهذا التعاون إلى مستوى آخر عندما أنشأت مع الدول العربية "المجلس الأعلى للتعاون في مجال الطاقة" في مارس 2012. وخلال عقد فعاليات منتدى التعاون السادس في عام 2014، الذي استضافته الصين والمغرب بشكل مشترك، تم الاتفاق على أجندات تعاون اقتصادية وسياسية مشتركة للسنوات العشر (2014-2024). (Murphy: 2022, p. 61, 62)

وقد استضافت وزارة الخارجية الصينية في 8 سبتمبر 2022 فعاليات المنتدى بحضور أكثر من 20 خبيرا وباحثا من الصين ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والعراق واليمن وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والمغرب، وركزوا على مبادرة التنمية العالمية GDI وناقشوا الخطط الكبرى للتنمية بين الصين والبلاد العربية وتعزيز التنمية الخضراء، واستكشاف مسارات التنمية المستدامة، وتنفيذ دليل التنمية العالمية بإجراءات عملية، فضلا عن التعاون العملي في مجالات ابتكار العلوم والتكنولوجيا، والأمن الغذائي، والوقاية من التصحر والسيطرة عليه، وتحلية مياه البحر، وتغير المناخ، وأبحاث اللقاحات، والاقتصاد الرقمي، وبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد الذي يتسم باستقطاب شديد. (The People's Republic of China, 8 September 2022)

أيضا مثلت "القمة العربية الصينية الأولى" التي عقدتها الرياض على هامش "قمم الرياض" في 8 ديسمبر 2022، تحولا مهما في تطور العلاقات العربية الصينية من زاوية نقل إدارة هذه العلاقات من المستوى الثنائي، والمستوى الجماعي الوزاري (منتدى التعاون الصيني - العربي) إلى مستوى القمة، وهو تحول يحمل قيمة رمزية جيوسياسية مهمة. لخصها الدكتور "محمد فايز فرحات"، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في سياقات ثلاثة لها تأثيرها المهم على مخرجاتها. الأول هو السياق العالمي، فالقمة تُعقد في لحظة شديدة الخصوصية في تطور النظام العالمي، حيث أن هناك صراع كبير على قمة النظام وإعادة رسم خارطة النفوذ بين الولايات المتحدة من جهة والقوى الصاعدة (الصين، وروسيا) من جهة أخرى، وهذا المشهد العالمي يتسم بالديناميكية السريعة.

أما الثاني فهو سياق خاص بالعرب، فحالتهم اليوم تختلف جوهريا عن لحظة انتقال النظام العالمي في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كما تختلف عن عقد مضى. وهناك أنماط جديدة من القيادات السياسية العربية الطموحة، لديها مشروعات وطنية لبلادها، تسعى إلى حمايتها وتوفر الظروف الدولية والإقليمية المواتية لها. هذه القيادات لديها قراءة دقيقة لتحولات المشهد العالمي، وتسعى لإيجاد مكان فاعل للعرب وسط عالم مليء بالاستقطاب، وفق المصالح العربية العليا.

وهناك سياق ثالث يتعلق بالصين، التي اختلفت سياساتها جوهريا عن عقد مضى، ليس فيما يتعلق بالموقع الدولي فحسب، لكن فيما يتعلق بالوضع الداخلي. فهناك تحولات داخلية مهمة لابد من الالتفات إليها من زاوية انعكاساتها على السلوك الخارجي لبكين، وما تمثله من فرص أو مخاطر على المصالح العربية. فهناك قيادة سياسية قوية ونمو متسارع في حجم الطبقة الوسطى الصينية، فضلا عن مراجعة الصين لفلسفة علاقة الأقاليم والمحافظات الصينية مع الاقتصاد العالمي. وهذه السياقات الثلاثة ستسهم حتما في مخرجات نوعية للعلاقات العربية الصينية في المستقبل القريب، قد تضيف متغيرا إضافيا في المشهد العالمي. (فرحات: 2022)

مبادرة الحزام والطريق

في سبتمبر عام 2013 أعلن الرئيس الصيني "شي" عن "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" خلال زيارة رسمية لكازاخستان. "الحزام" هنا إشارة إلى الطرق البرية المقترحة للنقل البري والسكك الحديدية عبر دول آسيا الوسطى غير الساحلية على طول طرق التجارة التاريخية الشهيرة للمناطق الغربية الآسيوية، في حين أن "الطريق" هي اختصار لعبارة "طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، في إشارة إلى الطرق البحرية بين المحيطين الهندي والهادئ عبر جنوب شرق آسيا إلى جنوب آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. ولذلك أطلق عليه "مبادرة الحزام والطريق" Belt and Road Initiative (BRI) وتشمل استثمارات في البنية التحتية، كالموانئ والسكك الحديدية والطرق والجسور والمطارات والسدود ومحطات الطاقة وأنفاق السكك الحديدية ومصانع الرقاقات الإلكترونية. وترى أغلب الدول في نطاق هذا الحزام أن المبادرة الصينية فرصة هائلة للاستقلال عن المساعدات الخارجية والنفوذ الغربي. (China daily, 7 Sept. 2013)

ونعتقد أنه في السياق الأكبر، تظهر مبادرة الحزام والطريق مصالح متقاربة مع البلاد العربية، وتعزز تدريجيا التعاون في المبادرات المهمة الأخرى التي تلبي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ورؤية عمان 2040، ورؤية قطر 2030، ورؤية الكويت 2035، ورؤية مصر 2030. كما تعتبر الخطط المعلنة لتطوير وتوسيع طريق الحرير البحري الذي سيربط الصين بشكل أساسي بالبحر الأبيض المتوسط عبر بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي وقناة السويس عبر مصر، ركيزة أساسية للمبادرة.

وقد صرح الرئيس الصيني على هامش معرض الصين والدول العربية الخامس في ينتشوان الصينية عام 2021 إن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لتعزيز السلام والتعاون والتنمية من أجل المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. ودعاها إلى العمل مع بكين لبناء نظام عالي الجودة للحزام والطريق للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بينهما إلى مستوى أعلى. (Zhihua, 20 Aug.2021)

على أية حال، يركز قادة الدول العربية الآن في الاستفادة من مبادرة الحزام والطريق في مشاريع البناء والطاقة على وجه الخصوص. ومن وجهة نظر قادة الخليج العربي، تمثل المبادرة وسيلة دعم مهمة للحلفاء في المنطقة. فمن خلال المبادرة لعبت الصين دورا أساسيا في مشروع تطوير منطقة قناة السويس، بالإضافة إلى مشروع ميناء جوادر وخطوط الأنابيب في باكستان.

وبالنظر إلى الخطط الرقمية الوطنية الحالية في دول مجلس التعاون الخليجي، يعتبر "طريق الحرير الرقمي" المنبثق عن مبادرة الحزام والطريق وثيق الصلة بالمنطقة بشكل كبير. فمشروعات البنية التحتية الرقمية للشركات الصينية مهمة جدا لدول الخليج العربي. وقبل فترة طويلة من اندلاع جائحة كوفيد-19 بدأت دول الخليج في تكثيف التعاون القائم على التكنولوجيا مع الصين، لتنويع صناعاتها وبناء اقتصادات المعرفة. (Lee Dorff: 2022)

الصين ودول مجلس التعاون الخليجي

عندما بدأ الرئيس الصيني "دنغ شياو بينغ" (1978-1989) حملة التحديث الخاصة به في النصف الثاني من القرن العشرين، نظر إلى البلاد العربية باعتبارها المكان الوحيد الذي يمكن أن يوفر كميات هائلة من النفط والغاز لبلاده. وفي نهاية عام 1993، أقامت بكين علاقات دبلوماسية مع جميع الدول العربية الكبرى. وبحلول القرن الواحد والعشرين كانت الصين تصدر مجموعة واسعة من السلع إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وتكثف استثماراتها، وتشييد البنية التحتية، وتنقل التكنولوجيا، بينما كانت تستورد نصف احتياجاتها من الطاقة منها. ومنذ السنوات الأولى لهذا القرن، أصبحت علاقات الصين مع دول المجلس الستة قوية بشكل ملموس، وتطورت إلى التعاون في الاستثمار في البنية التحتية، والتكنولوجيا الرقمية، وتكنولوجيا الدفاع.

يرى الكاتب الاقتصادي "غالب درويش" أنه في حين برزت الصين خلال العقود الأخيرة كشريك تجاري لدول المجلس، وسط احتياج الخليج إلى تجارة الطاقة لدعم تنويع الاقتصاد، فإن بكين تحتاج بدورها للنفط والغاز الخليجي لتشغيل اقتصادها، وبالتالي فإن العلاقات بينهما تدور في فلك واحد. وخلال جولته الرسمية في المنطقة في ديسمبر 2022، أكد وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" أن بكين تريد ضخ زخم جديد لتحسين العلاقات مع دول المجلس، وتسريع المناقشات حول إنشاء منطقة تجارة حرة. (درويش: 7 ديسمبر 2022) فالصين ترغب بشدة في التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وسيكون ذلك بمثابة دفعة كبيرة للمنطقة العربية بأكملها وليس الخليج فحسب. وقد جاء في بيان مشترك بين "يي" والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي "نايف فلاح مبارك" بعد اجتماعهما، أنهما يعتقدان أن الظروف مواتية لتأسيس اتفاقية شراكة استراتيجية بين الصين والمجلس. (Mathews: 2022)

وتعتبر القوة الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي، التي تتحكم في صناديق الثروة السيادية التي تزيد قيمتها عن 2 تريليون دولار أميركي، مهمة للنظام المالي العالمي للصين، كما هو الحال في أسواق العملات الأجنبية في دول المجلس، وخاصة في الإمارات العربية المتحدة وقطر، فاليوان الصيني له مكانة خاصة في تلك الدول، حتى أن بنوك دبي أصدرت سندات أجنبية باليوان في عام 2021. ويظهر في التقرير السنوي للبنك المركزي الإماراتي لعام 2021 أنه قام بعمل جسر مع معهد العملة الرقمية التابع لبنك الشعب الصيني لتطوير العملات الرقمية للبنك المركزي، المعروف باسم مشروع MBridge لمعالجة النقاط الإشكالية في المدفوعات التقليدية عبر الحدود. (CBUAE Annual Report, 2021, P. 64)

ويبقى جوهر التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي هو احتياجات الطاقة الصينية. وقد وقعت قطر على سبيل المثال، عقود طويلة الأجل مع شركات صينية في ديسمبر 2021 للتصدير في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال بقيمة 762 مليون دولار، وأفادت "رويترز" أن شركات النفط الوطنية الصينية الكبرى أجرت محادثات متقدمة مع قطر في يوليو 2022 للاستثمار في توسعة حقل الشمال الشرقي لأكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم وشراء الوقود بموجب عقود طويلة الأجل. (Reuters, 17 June 2022) وبالمثل، يتم توجيه جزء كبير من صادرات النفط من الكويت والعراق والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان إلى الصين. وفي النصف الأول من عام 2021، اشترت الصين حوالي 83% من إجمالي صادرات النفط العمانية. كما قدمت المملكة العربية السعودية 17% من واردات الصين من النفط في عام 2021، مما يجعلها أكبر مورد للنفط الخام لبكين. (Al-Monitor, 4 August 2022)

ومن المعروف أن النفط ليس المجال الوحيد للتعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، فهناك تعاون كبير في مجالات السياحة والاتصالات والطاقة المتجددة والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي والرقائق. وفي تقرير تعقب الاستثمار الصيني العالمي من قبل معهد American Enterprise Institute نجد اهتماما صينيا مستمرا بالاستثمار في اقتصادات الخليج. وبلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في القطاعات غير النفطية في دول مجلس التعاون نحو 63.75 مليار دولار أميركي، حيث توزعت الاستثمارات الصينية في جميع أنحاء الخليج بطريقة ترتبط عكسيا بالناتج المحلي الإجمالي لكل دولة. (راجع بيانات كل دولة منفردة على موقع: China Global Investment Tracker)

وتعد المملكة العربية السعودية هي الدولة التي تفوقت في مجالات تعاون متعددة مع الصين، حيث ارتفع إجمالي التجارة الثنائية من 42.4 مليار دولار أميركي في عام 2010 إلى 76 مليار دولار في عام 2019. واعتبارا من الربع الثالث من عام 2021، أصبحت الصين أكبر شريك استيراد وتصدير للمملكة. كما وقعت الأكاديمية الرقمية السعودية في فبراير 2022 اتفاقية مع شركة هواوي الصينية لتدريب السعوديين في مجال تكنولوجيا المعلومات وتعميم شبكة 5G فائقة السرعة. كذلك وقعت السعودية خلال عام 2022 أكثر من اتفاقية للتعاون في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. (Al-Monitor, 4 August 2022)

أما الإمارات العربية المتحدة فتعتبر منطقة اقتصادية خاصة للصين. بكين وأبوظبي تتمتعان بصداقة طويلة الأمد، منذ أعلنت الصين اعترافها بدولة الإمارات في عام 1971 فور تلقيها إبلاغ المغفور له سمو الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان" لرئيس الوزراء الصيني باستقلال الإمارات. (The National News, 15 December 2015) وقد بادرت أبوظبي بإطلاق صندوق استثمار استراتيجي مشترك مع بكين بقيمة 10 مليارات دولار في عام 2015. والذي وصفه سمو الشيخ "محمد بن زايد" آنذاك بأنه انعكاس للشراكة المتنامية بين الإمارات والصين. ووسيلة للعمل بشكل أوثق في تطوير وتنويع اقتصادات الدولة والمساهمة في النمو العالمي. (Bouyamourn: 2015) ومنذ عام 2020 تم توقيع ثمانية مشاريع تصنيعية بين البلدين باستثمارات تقدر بـ 340 مليون يوان. وتقرر أن تبني منطقة خليفة الصناعية ما مجموعه 80 ألف متر مربع من المباني الصناعية بالتعاون مع الصين بإجمالي 800 مليون يوان. (NDRC, 10 Oct. 2020)

ولعبت سلطنة عمان دورا أساسيا في زيادة استثمارات الصين في الخليج العربي، حيث تم إنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بموجب المرسوم الملكي رقم 119/2011 الصادر في 26 أكتوبر 2011، بهدف تنويع مصادر الاقتصاد الوطني. وتعد أكبر منطقة اقتصادية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، تستثمر فيها الصين بشكل ملموس، حيث أنها تمتاز بمنح المستثمرين حق الانتفاع بالأرض لمدة 50 عاما قابلة للتجديد لفترات مماثلة، على الرغم من أن الوعود الصينية بمجمع استثماري مشترك بقيمة 10 مليارات دولار أميركي في الدقم استغرقت وقتا طويلا حتى تتحقق. (Devex, 2011)

الصين والتنمية في سوريا والعراق واليمن

لم تهمل الصين أهمية موقع سوريا لمبادرة الحزام والطريق، وقد قع رئيس لجنة التخطيط والتعاون الدولي السورية في 12 يناير 2022 مذكرة تفاهم مع السفير الصيني لإدخال بلاده رسميا في المبادرة. وقد أثار انضمام دمشق إليها تكهنات بشأن طموحات الصين المستقبلية للبلاد، فقد يكون ضمانة للاستثمار الصيني في نهاية المطاف وحماية مصالحها الإقليمية. فعلى الرغم من نفور القيادة الصينية التاريخي من المخاطر الجيوسياسية التي تؤخر انخراط بكين في سوريا التي لم تستقر بعد، لكن هناك مؤشرات ملموسة تلقي الضوء على شراكات صينية استراتيجية مع سوريا في زمن الحرب، من تقديم المساعدات الإنسانية إلى التعهدات المتعددة الأطراف والالتزامات الثنائية التي لم يتم تقييمها كثيرا حتى الآن، بما في ذلك المنح الفنية والمساعدات العينية. (COAR Global, 11 July 2022)

وقال الممثل الرئاسي الروسي الخاص للتسوية السورية "ألكسندر لافرنتييف"، لوكالة تاس الروسية في 28 نوفمبر 2022، إن موسكو تؤيد إشراك الجانب الصيني في عملية إعادة إعمار سوريا. وشدد على أن قضية استعادة الاقتصاد السوري لحيويته يجب أن يتم تناولها بشكل مشترك مع الصين. وأن بكين لديها مصلحة كبيرة في السوق السورية وتسعى إلى وجود دائم فيها. وهذا من شأنه أن يساعد في تحريك الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الاتجاه الصحيح. (TASS, 28 November 2022)

كما تعد العراق من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين. ومنذ إقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في عام 2015، شهدت العلاقات الصينية العراقية تطورا مستقرا، وحقق التعاون الثنائي في مختلف المجالات تقدما مطردا. وتقدر الصين أن العراق لطالما دعم بكين بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، وستواصل بكين بدورها دعم العراق بقوة في حماية السيادة الوطنية. وقد انخرطت بكين بالفعل في مشروعات إعادة الإعمار، بتوقيع اتفاقيات عام 2021 مع شركات صينية لبناء 1000 مدرسة في غضون عامين، لتقليص الفوارق التعليمية في العراق. وتقرر أن تدفع بغداد تكاليف المشروع باستخدام المنتجات النفطية. (Al Arabiya News, 19 December 2021) وعلى هامش قمم الرياض 2022، التقى الرئيس "شي" برئيس الوزراء العراقي "محمد شيعي". ونقل عنه موقع وزارة الخارجية الصينية قوله إن بلاده ستواصل دعم العراق في إعادة الإعمار الاقتصادي، ومساعدته على استعادة صناعته وتحسين معيشة الناس وتحقيق التنمية المستدامة. (FMPRC, 9 December 2022)

كذلك التقى الرئيس الصيني برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني "رشاد محمد العليمي" في قمم الرياض، الذي عبر عن تقديره للموقف الصيني الداعم للشعب اليمني وقيادته وتطلعاته، وأكد "شي" بدوره على موقفه الداعم للمجلس الرئاسي والحكومة، والجهود الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في اليمن. وعلى التزام الحكومة الصينية بتقديم كافة أشكال الدعم لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات. (MOFA-YA, 9 December 2022)

ولمساعدة البلدان التي أنهكتها الحروب والمشاكل السياسية، أعلن الرئيس الصيني خلال منتدى التعاون الصيني العربي في بكين في يوليو 2018 عن قرض خاص قيمته 20 مليار دولار لإعادة الإعمار الاقتصادي للبلدان العربية التي مزقتها الحروب. وتم إقران خط الائتمان الخاص بقيمة 20 مليار دولار مع 600 مليون يوان من المساعدات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار لسوريا واليمن والأردن ولبنان. (Zhou: 2018)

العلاقات الصينية مع مصر والدول العربية الإفريقية

من وجهة النظر الصينية، تعد قارة إفريقيا سوقا مهمة وموردا رئيسيا للمواد الخام، فضلا عن كونها منصة لتوسيع طريق الحرير الجديد. وللوصول إلى قلب القارة، يجب على بكين توطيد علاقاتها مع دول الشمال الإفريقي، خاصة مصر والجزائر والمغرب. وتقوم بتهيئة تلك الدول لتضطلع بدور حيوي في الربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وهو هدف أساسي لمبادرة الحزام والطريق. وقد تم توقيع مذكرات تفاهم بين الصين وكل دولة في شمال القارة، مما يبرهن على أن بكين تقوم بتوسيع رقعة انتشارها.

وتهدف الاستراتيجية الصينية الوصول إلى ميناء مومباسا الكيني، وبناء ميناء كبير به 32 رصيفا، ومنطقة صناعية مجاورة. أيضا تحديث البنية التحتية لجنوب السودان وإثيوبيا. وبناء ميناء حديث للمياه العميقة ومدينة تابعة ومطار ومنطقة صناعية في باجامويو بتنزانيا. ولن يتم كل ذلك إلا باتفاق واضح مع كل الدول العربية المؤثرة في الشمال الإفريقي، وخاصة مصر التي اتفقت مع بكين على إنشاء منطقة تيدا TEDA الاقتصادية بالقرب من مدينة العين السخنة الساحلية في عام 2008، وتم تمديدها في عام 2016 في حفل حضره الرئيس الصيني "شي" في أثناء زيارته لمصر. كذلك منطقة تعاون تجاري بالسويس. كما اتفقتا على دعوة الشركات الصينية لإنشاء مصانعها في مصر، كجزء من مشروع الحزام والطريق. واستجابت بالفعل عدة شركات صينية لهذا الاتفاق، وخاصة شركة Jushi التي تنتج الألياف الزجاجية. (Stearns: 2020)

ومن المعروف أن العلاقة المصرية الصينية قديمة، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بالصين في عام 1956. وتستهدف رؤية مصر 2030 تعزيز تعاونها مع الصين في العديد من المجالات بتوطين التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا الصينية للقاهرة. كما زادت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بشكل ملحوظ منذ عام 2014، حتى ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما من 10 إلى 20 مليار دولار، علاوة على ارتفاع حجم الاستثمارات الصينية في مصر من نصف مليار دولار إلى مليار ونصف المليار دولار أميركى. (طلعت: 2022) ولا يمكن تجاهل أن الصين تنظر إلى مصر نظرة خاصة، فهي تتحكم بأحد الممرات المائية الأكثر استراتيجية في العالم، وتغدو مركزا مهما للغاز الطبيعي في شرقي المتوسط. وتنشط أيضا كمزود أمن إقليمي مهم، فهي تدير إحدى أكبر القوى العسكرية في المنطقة العربية وإفريقيا. بالإضافة إلى تحالفها مع المحور السعودي الإماراتي، الذي سعى إلى بسط نفوذه وحل المشكلات السياسية المستعصية في ليبيا والسودان واليمن وأماكن أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. (عبد الغفار: 2019، ص 3)

وكانت المملكة المغربية ثاني دولة إفريقية تعترف رسميا بالصين عام 1958. وبفضل استقرارها وموقعها الجغرافي، تحولت رؤية المغرب للصين في السنوات الأخيرة من تعاون قوي إلى مكسب استراتيجي. خاصة بعد زيارة الملك "محمد السادس" إلى بكين في عام 2016، التي تم خلالها توقيع شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، تلتها في عام 2017 اتفاقية خاصة بمبادرة الحزام والطريق، ترتب عليها زيادة التبادلات التجارية خلال السنوات اللاحقة، وأصبحت الصين شريكا تجاريا للمغرب في عام 2018، حيث مثلت 6،6٪ من التبادلات المغربية. وفي يناير 2022، عززت المغرب تعاونها مع الصين، حيث وقعا خطة تنفيذ الحزام والطريق المشتركة. (Ziwen: 2022)

كذلك تعتبر الجزائر بالنسبة للصين جهة فاعلة اقتصادية وأمنية أساسية في مناطق المتوسط وشمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء. وميزانيتها العسكرية هي الكبرى في إفريقيا، وعملت كوسيط في مختلف الصراعات الإقليمية، مثل الصراعين في مالي وليبيا، وهي أيضا منفذا تاريخيا إلى قلب القارة، وإلى كتل إقليمية مهمة مثل الاتحاد الإفريقي. مما يعطيها أهمية كبرى لدى بكين، ولا يمكن أن تتعداها، لا هي ولا مصر، بأي حال من الأحوال. ففيما تتصف علاقات الصين مع مصر والجزائر بالشراكة الدبلوماسية والأمنية المتينة، يبقى حضورها المتنامي في بلدان مثل المغرب وتونس حضورا اقتصاديا وثقافيا في المقام الأول. كما ازداد التبادل التجاري بين الصين وتونس أيضا، مع وصول قيمة واردات تونس من الصين إلى 1,85 مليار دولار أميركي منذ عام 2017، ولكن على الرغم من ذلك، لا تزال الصين تعتبر تونس خطرا استثماريا، وتشكك دائما في عمليتها الانتقالية الدبلوماسية وتحدياتها الاقتصادية. (عبد الغفار: 2019، ص 4) وبطبيعة الحال، توقفت الشركات الصينية عن العمل في ليبيا بسبب الاضطرابات الجارية.

على أية حال، تظهر تلك الشراكات كيف أن الصين ودول شمال إفريقيا عززت علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية في السنوات الأخيرة. ففي أنحاء المنطقة، افتتحت مراكز ثقافية صينية، فيما أزيلت القيود على تأشيرات المرور وإنذارات السفر للسياح الصينيين على أثر جائحة كوفيد-19. ويعكس إنشاء الصين لشراكات استراتيجية شاملة مع كل من مصر والجزائر والمغرب الدور الكبير الذي تضطلع به هذه الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى أنهم يشكلون العلاقات الأساسية للصين في المنطقة لجهة التجارة وبيع الأسلحة ومشاريع البنى التحتية. بالمقابل، غدت الصين الشريك التجاري الأول لكل منها. (Ziwen: 2022)

خاتمة

لقد حققت الصين توازنا دقيقا بين الخصوم التقليديين، ونوعت من علاقاتها وفق مصالحها العليا، فتعاملت مع روسيا والولايات المتحدة وإيران والعرب، وغيرهم، ولكن في خضم الديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة، قد لا يكون البقاء على الحياد خيارا. ويبدو أنه حينما قرر الصينيون بناء علاقات مع الدول العربية، أعطى الدبلوماسيون والخبراء الاستراتيجيون في بكين بعض الأفكار للقيادة السياسية حول ما يمكن أن يقوم عليه الدور الصيني الاستباقي في المنطقة. إن بكين تؤمن بفكرة السلام من خلال التنمية وتعزيز التصورات الأمنية المشتركة، التي تختلف عن التصور الأمني التقليدي الذي يقوده الغرب، والذي يركز على السعي لتحقيق الأمن من خلال هزيمة العدو والحفاظ على تحالفات عسكرية حصرية.

يتمثل جزء مهم من ورقة السياسة العربية للصين في تلك المقترحات الصينية لتعزيز الحوار السياسي بين الدول المتنافسة، ووضع ترتيبات متعددة الأطراف لتقليل انعدام الثقة وتوسيع المصالح المشتركة. ومع ذلك ظل السفراء الصينيون حذرين في ردودهم على التغييرات السياسية الإقليمية، وشددوا إلى حد كبير على التركيز على تنمية المصالح المشتركة وتجنب التعليق على الخلافات السياسية الحساسة. ووسط الجمود السياسي والتحديات الأمنية في دول مثل العراق وسوريا واليمن، تحاول الصين حجز مكانها في تلك البلاد، بالوقوف في منتصف الطريق بين كافة القوى المتصارعة، وسوف تتعامل في النهاية مع القوى التي ستبسط سيطرتها أيا كانت.

يرى الباحث "نديم أحمد" أن الاقتصاد والتجارة والاستثمار في التكنولوجيا هي نقاط ارتكاز فعل التوازن في بكين. ولاستمرار هذا الزخم في العلاقات العربية الصينية، من الضروري الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة دون التدخل في مسار الأحداث، فمصالحها لها أولوية كبرى. واللافت أن علاقات الصين مع الدول العربية محدودة بسياستها الرسمية القاضية بعدم التدخل بالشؤون السياسية، على عكس سياسات الشركاء الغربيين. وهكذا تظل بكين، بدرجات متفاوتة، شريكا بديلا صالحا لأوروبا والولايات المتحدة، مما يدفع العرب إلى توسيع تعاونها مع الصين، ليس في المواضيع الاقتصادية فحسب، بل في المسائل الدبلوماسية والدفاعية أيضا. (Ahmed: 2022)

وقد نمت العلاقات الصينية الخليجية خلال السنوات الأخيرة إلى ما هو أبعد من مشاريع البناء الجاهزة بالمجارف وآبار النفط. فدول الخليج من كبار المشترين للتكنولوجيا الصينية، وخاصة الرقائق الذكية. وتم نشر شبكات 5G من هواوي في المنامة ومركز الأعمال في دبي والمملكة العربية السعودية، ومن الممكن مستقبلا أن تساعد بكين العرب في تطوير التكنولوجيا النووية السلمية. وعلى الرغم من اعتراضات واشنطن، يبدو أن الدول العربية تمضي قدما في توثيق العلاقات مع الصين دون الالتفات لها.

مصادر الدراسة

درويش، غالب، قمة سعودية - صينية تعزز شراكة تجارية وسط اضطراب الاقتصاد العالمي، اندبندنت العربية، 7 ديسمبر 2022:

https://icss.ae/short/link/1670843471

طلعت، العارف بالله، القمة العربية الصينية، مجلة ميدل إيست بيزنس، 9 ديسمبر 2022: https://icss.ae/short/link/1670677064

عبد الغفار، عادل؛ آنا جاكوبس، بكين تنادي: تقييم حضور الصين المتنامي في شمال إفريقيا، الدوحة: مركز بروكنغز، موجز السياسة، 23 سبتمبر 2019، ص 2، 3، 4

فرحات، محمد فايز، العرب والصين، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 7 ديسمبر 2022: https://icss.ae/short/link/1670704760

Aizhu, Chen, China firms in advanced talks with Qatar for gas field stakes, LNG offtake, Reuters, 17 June 2022: https://icss.ae/short/link/1670686849

Bouyamourn, Adam, UAE, China to set up $10bn joint strategic investment fund, the National News 14 December 2015: https://icss.ae/short/link/1670687610

Fassihi, Farnaz; Steven Lee Myers, Defying U.S., China and Iran near Trade and Military Partnership, New York Times, 11 July 2020: https://icss.ae/short/link/1670776850

Lee Dorff, Patricia, Assessing China's Digital Silk Road Initiative, Council on Foreign Relations, 12 December 2022: https://icss.ae/short/link/1670795747

Mathews, Sean, China and Gulf states pledge to 'inject new impetus' into talks on free trade agreement, Middle East Eye, 15 January 2022: https://icss.ae/short/link/1670681006

Murphy, Dawn, China's rise in the Global South: The Middle East, Africa, and Beijing's alternative world order, California: 2022

Ahmed, Nadeem, The Impact and Implications of China’s Growing Influence in the Middle East, the Diplomat, 9 July 2022: https://icss.ae/short/link/1670702657

Stearns, Jonathan, EU Hits China, Egypt with Five-Year Tariffs on Glass Fiber, Bloomberg 6 April 2020: https://icss.ae/short/link/1670699947

Zhihua, Liu; Zhong Nan, China, Arab states eye more cooperation, China Daily, 20 Aug.2021: https://icss.ae/short/link/1670682771

Zhou, Laura, China pledges US$23 billion in loans and aid to Arab states as it boosts ties in Middle East, South China Morning Post, 10 July 2018: https://icss.ae/short/link/1670696634

Ziwen, Zhao, Morocco belt and road deal could give China gateway to Mediterranean, South China Morning Post, 8 Jan. 2022: https://icss.ae/short/link/1670870298

Central Bank of the UAE, Annual Report, Abu Dhabi, 2021

China in Syria: Aid and Trade Now, Influence and Industry Later, COAR Global, 11 July 2022: https://icss.ae/short/link/1670859252

China now biggest investor in Suez, China Daily, 23 March 2017: https://icss.ae/short/link/1670777795

China, Saudi Arabia form comprehensive strategic partnership, EN People, 20 January 2016: https://icss.ae/short/link/1670781241

Iran, China and Russia hold naval drills in north Indian Ocean, CNN, January 21, 2022: https://icss.ae/short/link/1670776270

President of Leadership Council, Chinese President discuss latest Yemen developments, Yemen, Ministry of Foreign Affairs (MOFA-YA), 9 December 2022: https://icss.ae/short/link/1670861702

President Xi proposes Silk Road economic Belt, China Daily, 7 September 2013: https://icss.ae/short/link/1670791083

Russia for China’s participation in reconstruction of Syria — envoy, TASS, 28 November 2022: https://icss.ae/short/link/1670860292

Saudi Arabia-China relations strengthen with Aramco-Sinopec deal, Al-Monitor, 4 August 2022: https://icss.ae/short/link/1670683499

The construction of China-UAE Industrial Capacity Cooperation Demonstration Zone is nonstop, National Development and Reform Commission (NDRC), 10 Oct. 2020: https://icss.ae/short/link/1670673657

The Special Economic Zone Authority Duqm (SEZAD), Devex, 2011: https://icss.ae/short/link/1670674163

The Third China-Arab States Forum on Reform and Development Successfully Concluded, Ministry of Foreign Affairs, the People's Republic of China, 8 September 2022: https://icss.ae/short/link/1670696884

Two Chinese firms to build 1,000 schools in Iraq, Al Arabiya News, 19 December 2021: https://icss.ae/short/link/1670686539

Visit marks the beginning of a ‘new era of UAE-China relations’, The National News, 15 December 2015: https://icss.ae/short/link/1670688143

Worldwide Chinese Investments and Construction (2005 - 2022), China Global Investment Tracker: https://icss.ae/short/link/1670853263

Xi Jinping Meets with Iraqi Prime Minister Mohammed Shia’ Sabbar al-Sudani, Ministry of Foreign Affairs, The People's Republic of China (FMPRC), 9 December 2022: https://icss.ae/short/link/1670861136

46