![](https://icss.ae/uploads/reviews_31_10_22_china-and-european-ports1.jpg)
رصدت منصة Byoblu الإيطالية، الاستثمارات الصينية في أوروبا، وكيف أن ألمانيا التي تسببت اتفاقياتها مع روسيا بما يخص الغاز، بنتائج مضاعفة، بعد الحرب في أوكرانيا، أصبح لها شريك لا يقل خطورة وهو آخر وهو الصين، والتي من المقرر أن تستثمر في ميناء هامبورغ، من خلال شركة كوسكو المملوكة للدولة، كما إنه من المقرر أن يقوم المستشار الألماني أولاف شولتز، بزيارة للصين الذي سيكون أول زعيم غربي يذهب إلى الصين بعد قيود كوفيد ( مقر لها 3 و4 نوفمبر)
أضافت المنصة الإيطالية في تقريرها الذي نشرته في 25 أكتوبر 2022، أن صفقة الاستحواذ الصينية على حصة بقيمة 35% في إحدى المحطات للخدمات اللوجستية الثلاث في أكبر ميناء في ألمانيا، يلقى معارضة داخلية في الحكومة الائتلافية الألمانية نفسها، وإن ست وزارات تعارض ذلك، كـ وزارتي الداخلية والدفاع والاقتصاد والنقل، وتنبع الشكوك من الأهمية الاستراتيجية لـ ميناء هامبورغ، الذي سيقع في أيدي الصينيين، الذين سيستغلونه لمصالحهم الاقتصادية والتجارية فيما يعرف بـمبادرة الحزام والطريق.
لفت التقرير إلى أن الصين لديها فعلياً استثمارات في موانئ، كل من إسبانيا وفرنسا وهولندا واليونان وبولندا والسويد وفي إيطاليا من خلال ميناء فادو ليغور الذي يعد يعتبر أهم ميناء أوروبي لتفريغ الفاكهة وأحد أكبر الموانئ في إيطاليا للعبّارة البحرية إلى كورسيكا وسردينيا وشمال إفريقيا، حيث موّل الصينيون محطة الحاويات الجديدة في عام 2019، ضمن اتفاقات مبادرة الحزام والطريق، كما عمل الصينيون، على تنمية اهتمامهم بميناء ترييستي، الأول لحركة الشحن في إيطاليا ، من خلال القيام استثمارات في البنية التحتية، والتي بدأت في وقت مبكر من عام 2014 ، كما يسيطر الصينيون على موانئ أخرى في بقية العالم، حيث لديهم أسهم في موانئ المغرب والجزائر ومصر وتركيا وإسرائيل، وهناك أيضًا ميناء أوديسا المعروف ، والذي كان مركز القصف في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وبالعودة إلى ميناء هامبورغ يقول التقرير أن العرض الصيني المقدم قبل عام ، ينتظر رأي السلطة الفيدرالية الألمانية ، التي لديها حتى 31 أكتوبر لتقرر ما إذا كانت ستسمح أم لا بإتمام عملية الاستحواذ على احدى محطاته، حيث يود أولاف شولتز إتمام الصفقة قبل وصوله إلى الصين في أوائل نوفمبر، ومن المقرر أن يلتقي المستشار الألماني مع الرئيس شي جين بينغ ، ويرافقه في الزيارة وفد من رجال الأعمال الألمان لإقامة تحالف مع الصين، وهو أمر لن يكون سهلاً على شولتز الذي يواجه معارضة من بعض وزرائه، ووصفت وثيقة لوزارة الاقتصاد،العملية بأنها كارثية لألمانيا وأوروبا.
ورأى التقرير أن منبع الخوف من عملية الاستحواذ الصينية على ثالث أكبر ميناء في أوروبا، هي ربطه بالاتفاقيات السابقة التي وقعتها مع روسيا، فقد دشنت ألمانيا نورد ستريم 2 في عام 2011 مع فلاديمير بوتين، وسمح خط الأنابيب بتدفق الغاز بشكل مباشر بين البلدين لكن الاتفاق توقف مع تصاعد الصراع في أوكرانيا في فبراير الماضي. كانت ألمانيا مترددة بشأن التعليق لأنه يتعارض مع مصالحها الخاصة، ولكن تم إيقافه نهائياً بعد الانفجار الغامض لخط الأنابيب.
ويحذر التقرير، من عواقب التقارب مع الصين، مستنداً إلى تجربة التقارب الأوروبي مع روسيا، والذي ولّد اعتمادًا كبيرًا على الغاز، الأمر الذي وجدت معه الدول الأوروبية صعوبة كبيرة في تقليل تدفقه بعد الحرب في أوكرانيا، لذلك فإن الارتباط بمنافس اقتصادي آخر للغرب، لديه قضية تتعلق باستقلال تايوان، التي تدافع عنها الولايات المتحدة، بينما يتمسك شي جين بينغ بضمها بشكل نهائي، مما يعني أن مخاطر التصعيد سوف تكون خطيرة على أوروبا في حال قامت الصين بضم تايوان.