
في السودان الذي تتواصل فيه الحرب منذ قرابة السنة ويخيّم عليه خطر المجاعة، يتحدّث السودانيون بمرارة عن واقعهم اليومي. وفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن 18 مليونا من 48 مليون سوداني يعانون من انعدام أمن غذائي حاد، من بينهم خمسة ملايين باتوا على شفا المجاعة.
في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور في غرب السودان، يموت طفل جوعا كل ساعتين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود. ويقول خبراء، وبينهم أبكس دوفال، أن كثير من السودانيين باتوا بالفعل متروكين لمصيرهم.
يقول دوفال "قبل 10 أو 15 سنة، أي نداء لتبرعات كانت تطلقه الأمم المتحدة، كانت تتم تلبية ثلثيه على الأقل. اليوم النداء من أجل السودان لم يحصد سوى 3% من المبلغ المطلوب".
ويرى الباحث المتخصّص في شؤون السودان أن المجاعة بدأت بالفعل، مضيفا أن عدم توافر أرقام ومعطيات دقيقة حتى الآن عن الجوع، "لا يعني أنه يجب أن نغمض أعيننا".
وتقول ناهد مصطفى من قرية طيبة بولاية الجزيرة في وسط السودان، "رمضان هذا العام لا طعم له، لم نستطع تجهيز مشروباته بسبب ظروفنا المادية بل نحن نكابد لنجد ما نأكله".
في تلك الولاية، كان سكان الخرطوم يأتون لقضاء نهاية الأسبوع بين أحضان النيلين الأزرق والأبيض. ولكن اليوم، لم تعد تتصاعد روائح المشروبات الرمضانية من المنازل وحلّت محلها رائحة البارود.