هزت انفجارات قوية الخرطوم الأربعاء في اليوم السادس والعشرين من النزاع على السلطة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، من دون تحقيق أي تقدم في المحادثات من أجل إقامة ممرات إنسانية لنقل المساعدات وإجلاء آلاف السكان.
وقال أحد سكان أم درمان في ضاحية شمال غرب الخرطوم لوكالة فرانس برس "أيقظتنا الانفجارات ونيران المدفعية الثقيلة"، فيما استهدفت "غارات جوية" أحياء سكنية، ردت عليها "رشاشات مضادات جوية". وأفاد سكان في العاصمة عن وقوع اشتباكات قرب المدينة الرياضية جنوب الخرطوم واشتباكات في شارع ال60 شرق المدينة. كما أفاد شهود عن تحليق مكثف للطيران الحربي فوق منطقة برى شرق القيادة العامة للجيش، وسماع أصوات مضادات أرضية.
وتحدث شهود في مناطق متفرقة من العاصمة خلال الليل عن دوي انفجارين كبيرين، فيما أشار آخرون لاحقا إلى معارك تجري في شوارع شمال العاصمة البالغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة. كذلك أكد سكان في الأبيض على مسافة 350 كلم غرب الخرطوم وقوع مواجهات وانفجارات في مدينتهم.
وأرسل كل من الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو مفاوضين السبت إلى جدة في السعودية لإجراء مناقشات "أولية" وصفت بأنها "فنية" حول إقامة ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية. لكن لم يعلن أي من الطرفين حتى الآن عن تحقيق نتائج.
وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء أن حوالى 900 ألف شخص نزحوا إلى مناطق بمنأى عن المعارك، بينهم 177 ألف شخص لجأوا إلى دول الجوار، فيما تخطى عدد النازحين داخليا 700 ألف شخص، ما يزيد عن ضعف العدد الذي أُحصي قبل أسبوع.
ووصل أكثر من 15 ألف لاجئ بحسب الأمم المتحدة بينهم لاجئون إثيوبيون إلى مدينة ميتيما الحدودية في شمال غرب إثيوبيا، وروى محمد يوسف السوداني (30 عاما) الذي وصل حاملا "بعض الملابس وقليلا من المال" بعد رحلة استمرت ثلاثة أيام "حياتي اليومية تقتصر على أن أقبع هنا في وضع متردّ". أما الذين ما زالوا في الخرطوم، فيلزمون منازلهم وهم محرومون من المياه والتيار الكهربائي وسط حر شديد وشح في المواد الغذائية والسيولة، ويعولون على شبكات تضامن بين الجيران والأقرباء.