الفصائل المعارضة تطوّق مدينة حماة في وسط سوريا من ثلاث جهات

أحدث التطورات

الفصائل المعارضة تطوّق مدينة حماة في وسط سوريا من ثلاث جهات

06-Dec-2024

تمكّنت هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة من تطويق مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، من ثلاث جهات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، بعد هجوم خاطف من الشمال فيما يحاول الجيش السوري صدّهم.

وبعد سيطرتها على عشرات البلدات ومعظم مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، وصلت الفصائل المسلحة الثلاثاء إلى "أبواب" مدينة حماة التي تعتبر استراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة حوالى 220 كيلومترا إلى الجنوب، بحسب المرصد.

وهذه المعارك التي خلّفت 704 قتلى خلال أسبوع واحد، بينهم 110 مدنيين، بحسب المرصد، هي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا.

وذكر المرصد أنّ الفصائل "طوّقت مدينة حماة من ثلاث جهات، حيث باتت تتواجد على مسافة تراوح بين ثلاثة وأربعة كيلومترات منها، وذلك إثر اشتباكات عنيفة تخوضها مع قوات النظام التي لم يبق لها إلا منفذ واحد باتجاه حمص جنوبا".

وقال لوكالة فرانس برس وسيم (36 عاما)، وهو عامل توصيل طلبات في حي الشريعة، "الليلة الماضية كانت الأصوات مرعبة للغاية والقصف متواصل ومسموع بوضوح".

وأضاف "بالنسبة لي سأبقى في منزلي لأنه ليس هناك مكان آخر أنزح إليه. تعبنا من هذه الحالة ونحن على أعصابنا منذ أربعة أيام".

وقالت طالبة تبلغ الثانية والعشرين غادرت جامعتها في دمشق للانضمام إلى عائلتها في حماة عندما بدأ الهجوم "أتابع الأخبار ليل نهار".

وبعد إطلاقها هجوما مضادا "بعد منتصف الليل"، تمكّنت القوات الحكومية من "تأمين بوابة مدينة حماة الشمالية الشرقية" وسيطرت على قرى عدّة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى اشتباكات في مناطق أخرى في المحافظة.

وجرت الأربعاء "اشتباكات عنيفة" بين الجيش مدعوما بالطيران الروسي وفصائل المعارضة في شمال حماة، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وفي صوران الواقعة على بُعد حوالى عشرين كيلومترا شمال المدينة، أظهرت لقطات لفرانس برس مدنيين يفرون في شاحنات فيما يقوم مقاتلون في الفصائل المعارضة بدوريات في شاحنات صغيرة شاهرين أسلحتهم.

- أكثر من 110 آلاف نازح -

وأفاد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن لوكالة فرانس برس  بأن "أكثر من 115 ألف شخص نزحوا أخيرا في أنحاء إدلب وشمال حلب".

في هذا السياق، أطلقت السلطات الكردية التي تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا الأربعاء نداء "عاجلا" لتقديم مساعدات إنسانية في مواجهة وصول "أعداد كبيرة" من النازحين.

في هذا السياق، أعلنت الخارجية الروسية الأربعاء أنّ روسيا وإيران، الحليفتين الرئيسيتين لدمشق، وكذلك تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة، على اتصال وثيق لتحقيق استقرار الوضع في سوريا.

وتنقسم سوريا المدمرة جراء الحرب الأهلية التي خلّفت نصف مليون قتيل، إلى عدة مناطق نفوذ.

بدأ الهجوم الخاطف الذي تقوده هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعدما عمّ هدوء نسبي منذ العام 2020 مناطق الشمال الغربي بموجب اتفاق لوقف لإطلاق النار رعته أنقرة وموسكو.

وترى الباحثة في كلية لندن للاقتصاد ريم تركماني في تصريح لفرانس برس أن التقدم السريع لعناصر الفصائل المعارضة لا يعني أنهم سيكونون قادرين على الاحتفاظ بالأراضي التي سيطروا عليها.

وقالت "لقد انتشروا بسرعة كبيرة. أعتقد أنهم سيدركون بسرعة كبيرة أن حماية هذه المناطق، والأهم من ذلك، إدارتها، يفوق قدرتهم".

AFP


79