كيفن مكارثي

تقديرات

انتخاب رئيس مجلس النواب الأمريكي

06-Jan-2023

دخول مجلس النواب الأمريكي، إحدى عشر جولة فاشلة، لانتخاب رئيس له، يُشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، بسبب عدم استطاعة "كيفن مكارثي" من إقناع 20 نائباً من حزبه الجمهوري، المؤيدين للرئيس السابق "دونالد ترامب"، من التصويت له، مُبررين موقفهم بأن "مكارثي" أصبح "مُعتدلاً أكثر مما ينبغي".

وبحسب وسائل إعلام ومراكز رصد أمريكية، قدم "مكارثي" العديد من التنازلات لمعارضيه، ولكنه لم يحصل على شيء، سوى الانتكاسة تلو الأخرى، مما يعكس مدى الشرخ وسط قيادات الحزب الجمهوري، ويُشكل الصراع الداخلي، تهديدا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، وستبقى التهديدات قائمة، ما لم يحصل "مكارثي" على 218 صوتاً، يستطيع من خلالها قيادة مجلس النواب، بالتالي، فالهيئة لن تؤدي اليمين الدستورية لأعضائها الجدد، أو حتى العمل على إصدار التشريعات، في ظل فراغ مقعد رئيس المجلس. 

رغم تعدد روايات الاتهام، التي يُطلقها الجمهوريون ضد بعضهم، مُحملين بعضهم المسؤولية، عما يجري، في مجلس النواب، إلا أن العديد من المُقربين من "مكارثي"، يرون أن السبب الرئيسي وراء عدم الوصول إلى اتفاق يعود إلى عاملين، أولا، بأن "مكارثي" يتوق إلى السلطة، وليس لأي أهداف سامية، وثانياً أنه على استعداد كامل لتحقير شخصه، مُقابل الحصول على منصب الرئاسة. لذا يقوم بكل شيء، للاستحواذ على الكرسي. 

وبما أن أعضاء مجلس النواب، دخلوا في حقبة تاريخية، لم تتكرر منذ مئة عام، فيُرجح بأن يولد الصراع سيناريوهات أكثر غرابة، وحيرة، فعلى سبيل المثال، يُمكن تشكيل ائتلاف يقوده "مكارثي"، مع الديمقراطيين. على النقيض، قد يُحاول حُكماء الجمهوريين البحث عن بديل غيره، بحجم النائب الجمهوري، "ستيف سكاليس"، ورغم ذلك، فالفرصة لا تبدو كبيرة أمامه. 

المُرشح التوافقي بين الجمهوريين، يُعتبر الحل الأمثل بينهم، إلا أن المتشددين، من أنصار "ترامب"، قد يبذلون جهودهم، للوصول إلى شخصية بينهم، مما سيضطر بالأغلبية، الموافقة على الاسم المُقترح. وفي حال عدم وجود تلك الشخصية، يُرجح بأن يُمارس الجمهوريون المحافظون والمعتدلون معاً، الضغوط على المُتمردين، للتصويت لصالح "مكارثي"، أو الشخصية البديلة.

وفق ما ورد أعلاه، يُمكننا أن نرجح ما يلي:

يُمكن أن يحدث اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين على شخصية توافقية، مثل "دون بيكون"، الجمهوري الوسطي، الذي أعرب سابقاً، عن انفتاحه للعمل مع الديمقراطيين لانتخاب رئيس مجلس النواب، كحل وسط إذا فشل مكارثي. كما نُرجح، انسحاب "كيفن مكارثي" من المنافسة على منصب رئاسة المجلس، إذ لم يعد لدى الجمهوريون، صبراً على فشله المُتكرر، بهذا، يكون المتشددون قد نجحوا في تحقيق هدفهم، وتقديم جيم جوردان على سبيل المثال 

يُمكن أيضاً حدوث اتفاق بين الجمهوريين المتشددين والمعتدلين على شخص "مكارثي"، وذلك عكس الاحتمال السابق، إذ، قد يُرجح المتشددون "مكارثي"، على أن يقدموا للديمقراطيين حصة من المنصب الذي يحتل المرتبة الثالثة، بعد الرئيس الأمريكي ونائبه.

أما الاحتمال الأقل ترجيحاً، أن يقود الديمقراطي "حكيم" جيفريز"، رئاسة المجلس، إذ، حصل على جميع أصوات الديمقراطيين، وعددهم 212، ولكن يبقى سيناريو، انضمام 6 أصوات من الجمهوريين لصالحه، امراً صعبا، وإن بدأت الدوائر السياسية تتحدث حول ذلك. 

44