ميليشيا فانو

تقديرات

أحداث إقليم أمهرة

09-Aug-2023

في وقت تتزايد فيه بؤر الاقتتال المسلح النشط والمحتمل في أفريقيا، تثور المخاوف إزاء الأحداث الجارية في إقليم أمهرة الإثيوبي والتي قد تقود إلى توترات أمنية لا يمكن لجمها. الوضع الملتهب في أمهرة، ثاني أكبر مناطق إثيوبيا من حيث عدد السكان، يحمل تداعيات ومخاطر محلية وإقليمية في منطقة ذات طبيعة أمنية هشة في الأصل. 

لقد تفاقم الوضع الأمني في الإقليم مع وقوع اشتباكات بين مقاتلين محليين والجيش الفيدرالي بعد تسعة أشهر فقط من انتهاء الصراع المدمر في منطقة تيغراي المجاورة، والذي شارك فيه أيضا مقاتلو أمهرة. وردا على الاشتباكات المتصاعدة في الإقليم، أعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر في المنطقة، واتخذت تدابير عاجلة لاستعادة النظام والأمن، وفي 5 أغسطس، أعلنت الحكومة الإثيوبية، قيامها باعتقالات مرتبطة بـ “الأزمة الأمنية في منطقة أمهرة".

في نفس اليوم كانت ميليشيا أمهرة فانو القومية قد سيطرت على ثلاث بلدات رئيسية في المنطقة، وهم لاليبيلا وغوندار وديسي، وفقا للسكان. وقالت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية إن مدنيين تعرضوا لهجمات وتضررت ممتلكات وعلقت خدمات النقل والإنترنت في عدة مناطق في أمهرة، كما علقت شركة الطيران الوطنية "الخطوط الجوية الإثيوبية" رحلاتها إلى منطقة القتال.

كانت التوترات في المنطقة قد تزايدت منذ أبريل الماضي، عندما أعلنت الحكومة أنها تريد تفكيك "القوات الخاصة"، وهي وحدات شبه عسكرية تم إنشاؤها على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وقد احتج القوميون في الأمهرة على هذا الإجراء، معتقدين أن الحكومة تريد إضعاف منطقتهم. 

إن الاشتباكات في إقليم أمهرة تثير مخاوف بشأن مستقبل النظام الفيدرالي في إثيوبيا، حيث  يُنظر إلى ميليشيا فانو على أنها رمز لقومية الأمهرة ، ويمكن لتحديها للحكومة الفيدرالية أن يشجع المجموعات العرقية الأخرى على المطالبة بمزيد من الحكم الذاتي. كما أن هذا الوضع في أمهرة يذكرنا بالتحديات التي تواجه إثيوبيا وهي تحاول إعادة البناء بعد حرب تيغراي، خيث سيحتاج الأمر إلى البحث الجاد عن سبل لمعالجة الأسباب الكامنة وراء العنف إذا كانت تريد منع الصراع من الانتشار.

يقرأ مع هذا كله أن  حالة عدم الاستقرار الأمني في إثيوبيا المتزامنة مع الحرب الجارية في السودان واحتمال التصعيد العسكري في غرب أفريقيا على خلفية الانقلاب في النيجر، تحمل جميعها مؤشرات على انزلاق مناطق مختلفة من القارة نحو وضع أمني أكثر اضطرابا ، فهشاشة استقرار شمال إثيوبيا يؤثر سلبا على إحدى أهم وجهات اللاجئين من حرب السودان، فضلا عن التأثيرات السلبية المحتملة على كامل منطقة القرن الإفريقي، كما لا ننسى قضية سد النهضة وما يرتبط بها من إشكالات معقدة للغاية. 


42