قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية،
وفي ظل حملة تزداد نبرتها حدّة يوميا، لا تزال نتائج استطلاعات الرأي متقاربة بين
كامالا هاريس ودونالد ترامب اللذين يواصلان زيارة الولايات الأكثر استراتيجية.
في بنسلفانيا، قدم ترامب البطاطس المقلية في ماكدونالدز
بينما سعى إلى التشكيك في تصريحات هاريس التي قالت إنها عملت قبل سنوات في سلسلة الوجبات
السريعة. وكانت هاريس، حين نشرت تغريدة قالت فيها إن ترامب "منهك وغير مستقر وغير
لائق ليكون رئيساً للولايات المتحدة".
نشاط الأيام الأخيرة
تقوم نائبة الرئيس بجولة سريعة في ثلاث ولايات رئيسية،
هي بنسلفانيا وميشيغان وويسكنسن في شرق البلاد، بينما يزور الرئيس السابق منطقة في
ولاية كارولينا الشمالية (جنوب شرق البلاد) دمرها مؤخرا إعصار وينشر فيها أنصار له
معلومات كاذبة عن المساعدات الحكومية.
ووفق أرقام رسمية صدرت مؤخرا ، أنفق فريق حملة كامالا
هاريس 270 مليون دولار في سبتمبر مقارنة بـ 78 مليون دولار فقط لمعسكر دونالد
ترامب. وذكرت صحيفة نيويورك
تايمز، أن المرشحة الديموقراطية جمعت أكثر من مليار دولار منذ دخولها السباق في يوليو،
بعد انسحاب الرئيس جو بايدن ، لكن هذه الأفضلية المالية لم تترجم إلى رأس مال
انتخابي، وفق ما أظهرت استطلاعات الرأي.
تحركات في الولايات المتأرجحة
ويسعى كل مرشح إلى تحديد الفئات المجتمعية في الولايات
المتأرجحة، التي يتوجب عليه التركيز على استمالة أصواتها، للفوز بالانتخابات والوصول
إلى المكتب البيضاوي.
وتعتقد حملة هاريس أن جمهورها من الناخبين المتأرجحين الذين
يمكن الفوز بهم يصل إلى 10% من الناخبين في الولايات المتأرجحة، وهو عدد أكبر قليلاً
مما تراه حملة ترامب لنفسها. وتعول حملة هاريس كثيرا على النساء الجمهوريات اللواتي
يُعتقد أنهن يكرهن ترامب، خاصة بسبب سياساته المتعلقة بالإجهاض.
حملة ترامب ليست وحدها التي ركزت على الناخبين السود، بعد
أن أشارت أبحاثها بحسب صحيفة نيويورك تايمز إلى أن 25% من الناخبين الذين لم يحسموا
أمرهم هم من السود، فقد كَثَّفَت المرشحة الديمقراطية، جهودها لكسب دعم الناخبين من
أصحاب البشرة السوداء، في مسعى لاستعادة زمام المبادرة، في السباق الضاري بينها وبين
غريمها الجمهوري دونالد ترامب.
فبجانب الإعلانات الانتخابية الموجهة بشكل مباشر إلى هذه
الفئة من الناخبين ممن يُصوِّتون باستمرار لصالح المرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة
بنسب كبيرة منذ عام 1994، حرصت هاريس قبل أيام قليلة، على إجراء مقابلة إذاعية، مع
مقدمة برامج تحظى بشعبية كبيرة بين الشبان الأميركيين السود.
كما أعلنت المرشحة الديمقراطية، عن خطط من شأنها زيادة
عدد الوظائف والفرص التعليمية المتاحة للأميركيين من أصول أفريقية، وكذلك تعزيز الدعم
المقدم للشركات الصغيرة ومشتري المنازل للمرة الأولى، ممن تمثل تلك الفئة جانباً لا
يستهان به منهم.
وتتواكب هذه التحركات المكثفة، مع تحول لافت في بوصلة حملة
هاريس، باتجاه مخاطبة شرائح من الناخبين ممن لا يدعمون عادة المرشحين الديمقراطيين،
بهدف وضع حد للزخم المتصاعد، الذي تكتسبه حملة ترامب في الوقت الحاضر، وذلك بعد فورة
في التأييد لاقتها المرشحة الديمقراطية، عقب دخولها المعترك الانتخابي.
استطلاعات وتحركات
تظهر أحدث النتائج التي نشرتها صحيفة نيويورك مؤخرا
تقاربا بين المرشحين في الولايات السبع الحاسمة للانتخابات الرئاسية، وهي الأربع
المذكورة آنفا بالإضافة إلى أريزونا ونيفادا وجورجيا.
ويظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست نتائج مماثلة،
وقد شمل 5000 ناخب في هذه الولايات خلال النصف الأول من أكتوبر: 47% يعتزمون
التصويت لكامالا هاريس و47% لدونالد ترامب.
وقالت المرشحة الديموقراطية "لن أدخر أي جهد"، وهي تقوم بحملتها الانتخابية بصحبة
البرلمانية الجمهورية السابقة ليز تشيني، وهي معارضة شرسة لدونالد ترامب انضمت إلى
نائبة الرئيس في محاولة لجذب المحافظين المعتدلين إلى معسكرها.
هدفهما هو الضواحي السكنية في بنسلفانيا وميشيغان
وويسكنسن كما أشرنا، خصوصا تلك التي تمكنت فيها سفيرة الولايات المتحدة السابقة
لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي من انتزاع أصوات من الرئيس السابق خلال الانتخابات
التمهيدية للحزب الجمهوري. وبدأت المرشحة
الديموقراطية ، في تشديد لهجتها ضد منافسها التي قالت إن سلوكه "يحط من
مقام" منصب الرئاسة.
وفي حديثه في مقاطعة لانكستر ذات التوجه الجمهوري ، ركّز
ترامب بشكل كبير على القضايا الاقتصادية والحدود الأمريكية - وهي القضايا التي تعتقد
حملته أنها تمنحه ميزة مع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
حرب الأعاصير
إعصار هيلين وإعصار ميلتون اتخذا بعدا سياسيا، فوجه
ترامب وأعضاء محافظون في الكونغرس اتهامات كاذبة بشأن إدارة الحكومة للكوارث، نفى
الكثير منها حكام الولايات المعنية بمن فيهم حكام جمهوريون.
وكان الرئيس السابق اتهم الديموقراطيين بـ “سرقة أموال"
الوكالة الفدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية (فيما) "لتوزيعها على مهاجريهم
غير النظاميين".
وخصص البيت الأبيض مساعدة تزيد عن 1,8 مليار دولار
للمتضررين جراء الإعصارين، على ما أعلنت "فيما" الجمعة. لكن سيل المزاعم الكاذبة
كان له عواقب على الأرض ولا سيما في كارولاينا الشمالية حيث تلقى عناصر الوكالة
تهديدات. ونددت هاريس بـ “الذين
يحورون مآسي الناس ومعاناتهم لتأجيج النقمة والكراهية" من خلال "نشر
التضليل الإعلامي".
السخرية اللاذعة من الخصوم
قال موقع "أكسيوس" الأميركي، إن حملة المرشحة
الديمقراطية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، كامالا هاريس، أصبحت تستعمل
"السلاح المفضل" لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي يعتمد على السخرية
اللاذعة من الخصوم.
وأوضح الموقع أن حملة هاريس ونائبها تيم والز، باتت تستحوذ
على الانتباه "من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مبتكرة، خاصة مع
التركيز على جمهور الشباب".
ففي مقاطع الفيديو الموجهة عبر منصات مثل تيك توك، تعرض
حملة هاريس ووالز، ترامب بطريقة ساخرة، حيث وجهت انتقادات إلى مظهره وتعليقاته غير
المفهومة.
وسلط أحد هذه المقاطع الساخرة، الضوء على ترامب وهو يتحدث
بطريقة غير واضحة في أحد الفعاليات العامة، مما دفع الحملة لوصفه باستخدام مصطلحات
لغة "الجيل الجديد" مثل "delulu"، التي تدل على التضليل.
كان ترامب قد رفع من مستوى العنف اللفظي، قائلا خلال
تجمع انتخابي في لاتروب بولاية بنسلفانيا مخاطبا مؤيديه "عليكم أن تقولوا
لكامالا هاريس لم نعد نحتملك، أنت نائبة رئيس فاشلة، الأسوأ، أنت مطرودة! اذهبي من
هنا".